
عن كتاب هجرة اللغات…قراءة في نموذج العلاقة بين العربية والإسبانية
- ۵ فبراير، ۲۰۲۵
- مقالات, مقالات الرأي
- 2 Comments
الاربعاء 5 فبراير 2025
بقلم أمل فكري، عضو مؤسس وكاتبة صحفية بجريدة HispArabia Hoy- إسبانيا بلسان عربي، www.hisparabia.com
المقدمة:
• أصدرت هيئة الشارقة للكتاب مؤخرًا، بالتزامن مع الدورة الثالثة والأربعين لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، كتابًا يحمل عنوان “هجرة اللغات”. يتناول هذا العمل البحثي التداخل بين اللغة العربية واللغات الأخرى عمومًا، مع التركيز على العلاقة الخاصة بين العربية والإسبانية. يعكس العنوان بشكل مجازي قدرة اللغة العربية على تجاوز حدود المكان والزمان، متغلغلة في بيئات ثقافية ولغوية مختلفة، حيث استطاعت أن تترك بصمتها وتؤثر في اللغات الأخرى على مر العصور.
محتوى الكتاب:
• أعدَّ الكتاب الدكتور علي حسن العامري، الشاعر والباحث الأردني ومدير تحرير مجلة “الناشر الأسبوعي”، حيث يقدم من خلاله دراسة معمقة حول التأثيرات الثقافية والتاريخية والجغرافية للهجرات البشرية على اللغات. يوضح الكتاب كيف أصبحت اللغة العربية جزءًا لا يتجزأ من هوية العديد من الأماكن، حيث امتزجت باللغات الأخرى واكتسبت صفة المهاجر الذي ينصهر في بيئته الجديدة مع احتفاظه بجذوره الثقافية واللغوية.
• يتألف الكتاب من سبعة أبحاث أكاديمية تسلط الضوء على قضايا مختلفة، بدءًا من النصوص الأدبية، مرورًا بفقه اللغة، وانتهاءً ببحث اشتقاقات المفردات العربية في اللغة الإسبانية، وذلك ضمن إطار التفاعل اللغوي والثقافي المتبادل بين اللغتين.
محاور الكتاب:
• السرديات المهاجرة
• المدونة الأندلسية: بهاء المبنى والمعنى
• هجرة الألفاظ العربية إلى اللغة الإسبانية
• هجرة اللغات: العربية والإسبانية نموذجًا
• اللسان المهاجر: برج بابل اللغات
• المهجر الأمريكي ورحلة اللغات
• العربية في لغة ثربانتس
• هجرة اللغات والتمثلات الحضارية
• الدراسات العربية والمخطوطات في إسبانيا
الباحثون المشاركون:
• يضم الكتاب مجموعة متميزة من الأبحاث التي تتناول العلاقة بين العربية والإسبانية، وتأثير المفردات ذات الأصول العربية في النصوص الأدبية والتاريخية المكتوبة بالإسبانية، بمشاركة نخبة من الأكاديميين:
• د. إغناثيو فيراندو إسبانيا – “هجرة الألفاظ العربية إلى اللغة الإسبانية”، حيث يفند دكتور فيراندو المنظور التاريخي للعلاقة التبادلية بين اللغتين وكيف اخترقت المفردات العربية القديمة بنية النصوص الإسبانية خاصة في مجالات التفوق الحضاري الذي عاشته اسبانيا في العهد الأندلسي العربي مثل الزراعة والبناء والطب والعلوم.
• وليد صالح الخليفة العراق/اسبانيا – “هجرة اللغات: العربية والإسبانية نموذجًا”، حيث يستعرض التفاعل والمزج الثقافي في النصوص الأدبية وميلاد فنون تعتبر بدايات وحجر أساس ما سمي بعد ذلك بالموشحات الأندلسية والزجل وصولا الى الشعر الاسباني المعاصر.
• د. صلاح بوسريف المغرب – “اللسان المهاجر: برج بابل اللغات”، حيث قدم مقالا بديع المتن والجوهر يبحث في العلاقة بين وجود الإنسان ووجود اللغة التي تدون تاريخه وحياته وانجازاته منذ عصر الرسوم على جدران الكهوف وحتى عصرنا الحالي. ويستعرض في مقاله كيف كانت اللغة العربية حاضرة في تاريخ الأندلس وجغرافيته وكيف استمرت متضافرة مع الاسبانية حتى اليوم رغم كل محاولات ما يسمى بحماية اللغة وتخليصها من الدخيل إلا أن العربية بالنسبة للاسبانية لم تكن مجرد دخيل وإنما شريك فعال وخليل متناغم.
• د. إغناثيو غوتيريث دي تيران إسبانيا – “المهجر الأمريكي ورحلة اللغات”، حيث يناقش تجربة شاعرين عربيين في المهجر بأميركا الجنوبية. وهما الشاعر اللبناني الأصل الياس فرحات وكان يكتب بالعربية في البرازيل والشاعر الفلسطيني الأصل محفوظ مصيص وكان يكتب بالاسبانية في تشيلي.
• د. محسن الرملي العراق/اسبانيا – “العربية في لغة ثربانتس”، حيث يفند الرملي العمل الإبداعي الأشهر للكاتب ثربانتس، وهو رواية “دون كيخوتي”، ويبرهن من خلال المنهجين التاريخي والبنيوي على مدى تأثر ميغيل ثربانتس بالثقافة واللغة العربية، خاصة في أعماله التي كتبها بعد أسره في الجزائر، ومن أشهرها روايته الخالدة “دون كيخوتي”. الرواية التي تبرز تأثير التجربة الشخصية للكاتب من تفاعل وانغماس في الثقافة العربية، حيث تتجلى شخصيات متعددة ذات أصول عربية وإسلامية، يصل عددها إلى أكثر من ثلاثين شخصية على مدار الرواية. كما يرصد الدكتور الرملي عددًا من الأمثال العربية والحكم الشائعة، بالإضافة إلى أكثر من مائتي كلمة ذات أصل عربي داخل الرواية.
• الكاتبة هدى الهرمي تونس – “هجرة اللغات والتمثلات الحضارية”، حيث قدمت رصد مختصر لبعض حركات الاستعراب والترجمة وكذلك رؤية تحليلية للانعكاس المتواري خلف تأثير لغة الضاد في الثقافة الإسبانية ونسيج الروابط الجغرافية والتاريخية والثقافية بين الشرق والغرب.
• د. إغناثيو سانشيز إسبانيا – “الدراسات العربية والمخطوطات في إسبانيا”، حيث يأخذنا دكتور سانشيز في جولة تاريخية لرصد حركة البحث والتسجيل والفهرسة للمخطوطات والوثائق العربية القديمة التي تعتبر من كنوز مكتبة الاسكوريال حاليا. ودور الأب باتريسيو دي لا توري أمين مكتبة الاسكوريال في تدريس اللغة العربية في أواخر القرن الثامن عشر ثم إقامته في المغرب منذ عام 1800 ولمدة ثلاثة عشر عاما من البحث والدراسة ودوره في حفظ تراث المخطوطات العربية العظيم.
أهمية الكتاب:
يُعد “هجرة اللغات” مرجعًا مهمًا لفهم تأثير التفاعل الثقافي واللغوي بين العربية والإسبانية، حيث يُبرز كيف استمرت المفردات العربية في تشكيل اللغة الإسبانية بكل المجالات العلمية والأدبية وعلى مدى أكثر من 13 قرنًا. كما يسلط الضوء على الحضور القوي للعربية في الأدب الإسباني الكل، ولا سيما في رواية دون كيخوتي للأديب ميجيل ثربانتس.
الخاتمة:
يقدم هذا الكتاب منظورًا علميًا فريدًا حول كيفية انتقال اللغات وتأثيرها على المجتمعات المختلفة. إنه عمل يُثري الدراسات اللغوية، ويعزز الفهم العميق للعلاقة المتبادلة بين الثقافات عبر الزمن. يُوصى به للباحثين والمهتمين بالدراسات اللغوية والتاريخية، لا سيما فيما يتعلق بالتفاعل بين اللغة العربية واللغات الأوروبية
د. خالد سالم
مقال ثر يحملنا مجددا إلى الواضح بين الثقافتين العربية والإسبانية عبر تأثير اللغة العربية في الإسبانية. الأمر الذي يستحق دراسة معجمية منا نحن العرب للوقوف على الكلمات العربية الحية في الإسبانية. دامت جهودكم
أمل
مشكور دكتور سالم لاهتمامكم وتفاعلكم الكريم، وعلى وعد بالمزيد من المقالات والمراجعات الدورية للكتب الهامة في مجالات اللغة والتاريخ والثقافة.
-أمل فكري