وزير الخارجية الإسباني يستقبل نظيره المغربي في مدريد لبحث تعزيز علاقات التعاون التجاري والأمني بين البلدين

  • ۱۸ أبريل، ۲۰۲۵
  • سياسة
  • 0 Comments

الجمعة 18 ابريل 2025 ، وكالات أنباء

استقبل وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، نظيره المغربي، ناصر بوريطة، في مقر وزارة الخارجية الإسبانية في مدريد، وذلك لبحث تعزيز علاقات التعاون الثنائي بين البلدين، لاسيما في مجال التجارة والاستثمار وفي قضايا الهجرة غير النظامية، إلى جانب القضايا الأمنية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك بين المغرب وإسبانيا.

أبرز المسؤولان التقدم الذي تواصل احرازه خارطة طريق التعاون بين حكومتي البلدين، وهو ما اتضح في فتح المكاتب الجمركية التجارية في كل من مدينتي سبتة ومليلية الحدوديتين مطلع العام الجاري، كذلك في الإدارة المُشتركة لملف الهجرة غير الشرعية، والتي حققت نتائج إيجابية فيما يعرف بـ “الهجرة الدائرية”، إلى جانب مكافحة العصابات الاجرامية المختصة في الاتجار في المخدرات وفي البشر وفي تهريب المهاجرين غير النظاميين -نجحت التعاون الثنائي الأمني بين البلدين في تفكيك أكثر من 200 من هذه العصابات-، وهو ما أسهم وفقا للإحصائيات الأخيرة في تراجع وبنسبة 5% في عام 2024م في توافد المهاجرين غير الشرعيين نحو السواحل الإسبانية مقارنة بوصولهم إلى وسط وشرق منطقة المتوسط.

أثنى المسؤولان كذلك على تحول إسبانيا في عام 2024م لتكون هي الشريك التجاري الأول للمغرب، سواء كمورد للمنتجات الإسبانية إلى المغرب أو مُستورد للمنتجات المغربية، حيث حقق التبادل التجاري بين البلدين في العام المذكور رقما قياسيا جديدا ببلوغ قيمة إجمالية وقدرها 22 مليار و693 مليون يورو، ما يعني زيادة تفوق نسبة الـ 7%، في الوقت الذي تواصل فيه أكثر من 6000 شركة إسبانية تصدير وبشكل دوري منتجاتها إلى المغرب، فضلا عن وجود أكثر من 900 فرع لشركة إسبانية تمتلك أسهم كبيرة داخل الشركات المغربية، لتصبح المغرب هي المقصد الاستثماري الأول لـ إسبانيا في القارة الإفريقية. وأشاد كذلك وزيرا خارجية المغرب وإسبانيا بنجاح الشركات الإسبانية في الحصول على مناقصات لتنفيذ مشروعات ضخمة للبنية التحتية في المغرب، والتي كان آخرها الفوز بمناقصة تنفيذ مشروع أكبر محطة لتحلية المياه في إفريقيا داخل مدينة الدار البيضاء.

كما أبرزا ذلك التعاون الوطيد بين البلدين في التنظيم المُشترك لبطولة كأس العالم لكرة القدم في عام 2030م، واعتبرا بأن هذه البطولة ليست فحسب مجرد مسابقة رياضية عالمية، وإنما ستكون بمثابة فرصة لتعزيز روابط التعاون الاقتصادي والاجتماعي بين البلدين، التي يُسهم في توطيدها تواجد جالية كبيرة من المواطنين المغاربة داخل إسبانيا.

أشاد الجانبان كذلك بمبادرات “الاتحاد من أجل المتوسط UpM” وبضرورة دعم “الجوار الجنوبي” داخل الاتحاد الأوروبي، خاصة في ظل تلك التحديات الراهنة، وشددا على ضرورة تحويل هذه المبادرات لتكون بمثابة مجال يسمح بتعزيز التعاون وتحقيق الرخاء والأمن والاستقرار على المستوى الإقليمي والدولي. كما بحث المسؤولان تطورات الأوضاع والتحديات الأمنية في منطقة الشرق الأوسط وفلسطين ومنطقة الساحل الإفريقي.

اعتبر المسؤولان بأن العلاقات الثنائية بين البلدين “تمر بأفضل أوقاتها”، وأن ذلك ليس “مجرد شعارات دبلوماسية”، لاسيما بعد مرور ثلاثة أعوام على تأكيد رئيس الحكومة الإسبانية على دعم بلاده وحكومته لخطة الحكم الذاتي المغربية في منطقة الصحراء الغربية. وشدد من جانبه وزير خارجية إسبانيا على أن العلاقات الإسبانية-المغربية تمر بمرحلة جديدة تقوم على الثقة والشفافية والاحترام المُتبادل و”التواصل المرن والسهل”، كما أنها تقوم على اعتراف حكومة إسبانيا بأن الخطة المغربية المذكورة هي بمثابة “القاعدة الأكثر جدية وواقعية ومصداقية” لحل الصراع في الصحراء الغربية، مؤكدا على ثناء الحكومة الإسبانية كذلك على “الجهود الجادة والصادقة التي تقوم بها السلطات المغربية في إطار الأمم المُتحدة من أجل التوصل لحل مقبول عند كافة الأطراف لهذا الصراع”.

ومن جهته، أكد وزير الخارجية المغربي بأن كل من بلاده وإسبانيا تعملان “كحليفتين لإيجاد حلول للمشكلات، انطلاقا من التحمل المشترك للمسؤولية والشفافية والروح الايجابية”، وأضاف بأن المغرب مُلتزمة بتحسين العلاقات الثنائية بين البلدين، على الرغم من “اعتراض البعض على ذلك”. وأضاف قائلا بأن “موقف إسبانيا من قضية الصحراء الغربية ليست بمثابة موقف منعزل، وإنما هو موقف تتبناه 22 دولة أخرى من دول الاتحاد الأوروبي، وأعضاء دائمون في مجلس الأمن الدولي مثل الولايات المُتحدة الأمريكية وفرنسا، إلى جانب عدد كبير من الدول العربية، وفي مقدمتها دول مجلس التعاون الخليجي”. وشدد على أن بلاده “منخرطة في إيجاد حل لهذه المشكلة التي يسعى في المقابل آخرون لاتخاذ مواقف قديمة لا تُسهم في تقديم حلول لهذه القضية التي تستمر لمدة 50 عاما”، وذكر قائلا: “من السهل أن تكون في مدريد أو في أستوكهولم وتقول بأن من يتواجدون في المخيمات يجب أن يستمروا هناك، وأنه يجب أن يكون هناك استفتاء لتقرير المصير، لكن إذا تواجدا أنت بالفعل داخل هذه المخيمات لخمس عقود فلن تقول نفس هذا الكلام”.

علق ممثل جبهة البوليساريو في إسبانيا، عبد الله العربي، على هذا اللقاء مؤكدا بأنه يعكس تناقض السياسة الاسبانية المدافعة عن حقوق الانسان مع موقفها الحالي من منطقة الصحراء الغربية، وذكر بأن “أي مقترح لا يحترم الحق في تقرير المصير واستقلال هذه المنطقة عن المغرب، يعني مخالفة القانون الدولي والتخلي عن حقوق الصحراويين، كذلك مخالفة لموقف المواطنين الإسبان ومختلف القوى السياسية الإسبانية، فيما عدا موقف الحزب الاشتراكي الحاكم في إسبانيا”.

اترك تعليقا