أوراق الدبلوماسية السعودية، وشروط التطبيع مع إسرائيل

  • ۱۷ أبريل، ۲۰۲۵
  • سياسة
  • 0 Comments

الخميس 17 ابريل 2025 ، وكالات أنباء

نشر الكاتب الصحفي الإسباني أدريان روميرو بالصفحة الرسمية لشبكة الإذاعة والتليفزيون الإسباني RTVe مقالا صحفيا تحت عنوان “الأوراق الدبلوماسية السعودية: وسيط بين روسيا والولايات المُتحدة الأمريكية، يضع عينه على إسرائيل”، حيث ذكر بأن “المملكة العربية السعودية التي تتمتع بموقع مميز في منطقة الشرق الأوسط، ما بين دول الخليج العربي، وعلى بعد خطوة واحدة من إيران، ومن الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، تلعب بشكل جيد بأوراقها كي تتحول لتكون لاعبا وطرفا بارزا على المستوى الدولي، فبجانب أهميتها كدولة في تلك القضايا الإقليمية، ترعى كذلك مباحثات السلام بين الأطراف الثلاثة في الصراع الروسي- الأوكراني، وهم كل من الولايات المُتحدة الأمريكية وروسيا وأوكرانيا”.

وأشار إلى أن “المملكة العربية السعودية قد نجحت خلال الـ 50 عاما الماضية في التوسط في تلك القرارات التي اتخذتها القوى العظمى بشأن منطقة الشرق الأوسط التي كانت مسرحا للثورات والحروب، كما أنها نجحت في مد جسور للحوار بين أعداء تاريخيين”، و”تبنت الدولة السعودية منظورا جديدا لسياستها الخارجية يميل لخفض التصعيد ويدعم التفاوض، لتنفرد السعودية بمكانة القوة الوسيطة المحورية على المستوى العالمي، وتمارس دورا أساسيا في إدارة هذا التغير العالمي بشكل يحقق مصالحها ويعود بالنفع عليها”. وأضاف قائلا: “المملكة العربية السعودية تراقب بقلق كل من تصاعد النفوذ الاماراتي والتركي في المنطقة، لاسيما بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، وعمدت الإدارة السعودية على دعم وتعزيز نشاطها الدبلوماسي في منطقة الشرق الأوسط، وكان هذا النشاط هو نتيجة عمل لسنوات على اجراء تعديلات توجهات الدبلوماسية السعودية والقوة الناعمة التي تستخدمها بعد تراجع للأسف حدث في عام 2018م بسبب اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي”.

ذكر بأن “السعودية قد أقامت سياستها الدولية منذ تأسيسها على محورين أساسيين وهما ضمان أمن النظام السعودي، والحفاظ على الاستقرار الإقليمي في المنطقة، إلا أن الشعور بأنها محاطة بالأعداء مثل التيار الإسلامي الشيعي لـ إيران أو انعدام الاستقرار في اليمن التي تقع على حدودها الجنوبية، قد أدى إلى ذهاب المملكة العربية السعودية إلى تعديل دبلوماسيتها وإضفاء الحذر والبراغماتية على هذه الدبلوماسية، وعمدت على المزج ما بين تبني استراتيجية دفاعية بعقد تحالفات لتعزيز قوتها وسلطتها وما بين توثيق أقدام خصومها في المنطقة، وأصبحت السعودية ومنذ التسعينات تفضل تغليب الدبلوماسية على المواجهات”. وأضاف بأن “نجاح حكمة هذه الدبلوماسية هو ما مكن المملكة العربية السعودية من الحفاظ على مكانتها واستقرارها في منطقة منعدمة الاستقرار، وأسهم في إمكانية أن تتوسط السعودية ما بين الولايات المُتحدة الأمريكية وروسيا دون أن يُهدد ذلك استقلاليتها الاستراتيجية كدولة، وهو ما جعلها قادرة في الحفاظ على مباحثات ومشاورات مع موسكو وواشنطن دون أن توجه إليها اتهامات بالانحياز لأي من الطرفين”.

أشار إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة للرئيس دونالد ترامب تستهدف كذلك تحقيق التقارب السعودي- الإسرائيلي المنشود لهذه الإدارة، إلا أن هذا التُقارب لا يزال تُعرقله الحرب في قطاع غزة، وهي الحرب التي ربما تجعل المملكة العربية السعودية “ترفع سقف شروطها ومطالبها كي يحدث هذا التحول الدبلوماسي بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، والتي ربما تتضمن المطالبة بتحقيق تقدم واضح في حقوق الفلسطينيين وإلزام إسرائيل بالتعهد بدعم حل الدولتين”.

ذكر بأن “نجاح السعودية في التوسط في صراع عالمي بحجم الصراع الروسي- الأوكراني يُسهم في تعزيز صورة المملكة العربية السعودية كدولة قائدة عربيا واسلاميا، فضلا عن أنه يبرز المهارة الاستراتيجية لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ففي الوقت الذي سعت فيه تل أبيب بتوجيه هجمات ضد أهداف إيرانية في المنطقة لإلزام السعودية على تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، من خلال التسبب في زعزعة أمن واستقرار المنطقة، تمثل الذكاء الاستراتيجي السعودي في عدم الرضوخ لهذه الضغوط الإسرائيلية والذهاب في المقابل إلى تكثيف الحوار والتشاور مع النظام الإيراني، وتحقيق بذلك ضمانات لصالح الأمن الإقليمي في المنطقة أهم بكثير من تلك التي كانت ستحصل عليها السعودية من إسرائيل من خلال استهداف المنشئات العسكرية لما يُعرف بـمحور المقاومة”.

واختتم الصحافي الإسباني مقاله مؤكدا على أن “المملكة العربية السعودية تلعب مباراة استراتيجية على المدى الطويل، حيث تركت واضحا بأن التطبيع مع إسرائيل مشروط بإقامة دولة فلسطينية فاعلة، فبيت آل سعود يعتبر بأن الدفاع عن القضية الفلسطينية هو بمثابة أمر محوري للحفاظ على زعامة السعودية في العالم الإسلامي، ولتجنب أي رد فعل داخلي أو إقليمي ربما يُضعف من صورة النظام السعودي”.

اترك تعليقا