
مسيرات شعبية في عدد من المدن الإسبانية ودعوات للإضراب العام من أجل فلسطين
السبت 28 سبتمبر 2024 م ، وكالات أنباء
خرجت مسيرات شعبية يوم الجمعة الموافق 27 سبتمبر 2024م في عدد من المدن الإسبانية الرئيسية وذلك بناء على دعوة سابقة من قبل الاتحاد الإسباني العام للعمل CGT للمواطنين والطلاب الجامعيين في إسبانيا للخروج في احتجاجات ومظاهرات والدخول في إضراب عام في جميع الأقاليم والمدن الإسبانية، وذلك للتعبير عن التضامن مع فلسطين والشعب الفلسطيني، والتوقف عن التواطؤ الغربي مع الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في كل من فلسطين ولبنان، ومُطالبة الحكومة الإسبانية بقطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع إسرائيل.
دعمت هذه الدعوة للاحتجاج والإضراب نقابات عمالية أخرى وأكثر من 200 جمعية حقوقية وإنسانية وعمالية ومنظمات اجتماعية وأخرى داعمة للتضامن مع فلسطيني ومناهضة للفصل والتمييز العنصري ومنظمات مدافعة عن حقوق الانسان والبيئة ونقابات طلابية وشبكات لمدرسي الجامعات وجمعيات نسائية. ولم تشهد المسيرات الشعبية والمظاهرات التي دعا إليها الاتحاد الإسباني العام للعمل CGT أي أعمال شغب أو عنف أو اشتباكات تذكر مع قوات الأمن والشرطة الإسبانية.
هدفت هذه المسيرات للتنديد بالإبادة الجماعية وبإفلات إسرائيل من العقاب على عدوانها ضد كل من لبنان و فلسطين، والتنديد كذلك بسلبية وصمت المجتمع الدولي على ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط، والتأكيد على أن اعتراف إسبانيا بالدولة الفلسطينية ما هو إلى اعتراف رمزي كان الهدف منه هو اخماد ذلك الحراك المجتمعي داخل إسبانيا، والمماطلة في اتخاذ إجراءات حقيقية وواقعية لوقف العدوان والاحتلال الإسرائيلي، لاسيما وأنه لم يتم تطبيق حتى الآن أي نوع من العقوبات على التعاون التجاري مع إسرائيل بل على العكس زادت عمليات بيع وشراء العتاد العسكري والأسلحة مع إسرائيل.
الجدير بالذكر بأن المسيرات الشعبية التي خرجت في عدد من المدن الإسبانية أبرزها مدريد وبرشلونة وفالنسيا وبلد الوليد وإشبيلية وملقة و غرناطة و بلباو، وقد تزامنت من تخلف عدد كبير من الطلاب عن حضور المحاضرات الدراسية في جامعات المدن المذكورة، وذلك للمشاركة في تلك المسيرات الشعبية.

في مدريد خرج ما يقرب من 10 آلاف شخص أمام مقر وزارة الخارجية الإسبانية في العاصمة مدريد، وتزامنت هذه الوقفة مع خروج مسيرة شعبية بوسط هذه المدينة الإسبانية انتهت بساحة Callao. ورفع المتظاهرون لافتات مكتوب عليها “حكومة إسبانيا التقدمية شريكة متواطئ مع الصهيونية”، و”أين العقوبات التي يجب أن تُفرض على إسرائيل؟”.

وفي فالنسيا خرج المئات من الأشخاص في مسيرة شعبية احتشد فيها المتظاهرون في ساحة San Agustín بوسط مدينة فالنسيا في شرق إسبانيا، وذلك للمطالبة بوقف “الإبادة الجماعية” التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، وطالب المتظاهرون حكومة إسبانيا بـ “التوقف عن الاستمرار في التواطؤ مع إسرائيل، وتعليق التعاون العسكري وعمليات بيع وشراء الأسلحة والعتاد العسكري مع إسرائيل. وجاءت هذه المسيرة في إطار ما عرفت بيوم الكفاح والاضراب العام من أجل فلسطين، والتي كان قد دعا إليها في وقت سابق الاتحاد الإسباني العام للعمال CGT، إلى جانب عدد آخر من الجمعيات والحركات الإنسانية والحقوقية والاجتماعية في إسبانيا.
ردد المتظاهرون هتافات ينددوا فيها بغياب توقيع العقوبات على إسرائيل، وبعبارات أخرى مثل “إسرائيل تقتل، وأوروبا ترعى”، أو “الدولة الصهيونية.. دولة إرهابية”، ورفع عدد كبير من المتظاهرين الأعلام الفلسطينية ولافتات مكتوب عليها “وقف الإبادة الجماعية وسياسات الفصل العنصري” و”التضامن مع الشعب الفلسطيني” و”فلسطين حرة من النهر إلى البحر”. فيما قام بعض المتظاهرون بافتراش أرض ساحة San Agustín بوسط مدينة فالنسيا الإسبانية، في مشهد تمثيلي للإشارة إلى مقتل الآلاف من الفلسطينيين جراء القصف الجوي الإسرائيلي.
شارك في هذه المسيرة الشعبية أساتذة من جامعة فالنسيا وأعضاء من حملة المقاطعة والعقوبات وسحب الاستثمارات BDS، الذين أكدوا بأن ما يحدث في فلسطين هو بمثابة أبشع عملية إبادة جماعية يوثقها الضحايا، وأنها الأبشع في كونها تكشف عن التواطؤ لكل من أوروبا ودول منطقة المحيط الأطلسي الشمالية، إسرائيل يمكن أن تكون نظام استعماري وقاتل بفضل شبكة من التواطؤ والتعاون لأسباب ثقافية ومؤسسية وعسكرية وسياسية واقتصادية.
تعهد المتظاهرون بمواصلة الخروج في مسيرات شعبية ليس فقط لحين توقف الإبادة الجماعية في غزة ولبنان، وإنما كذلك حتى تصبح فلسطين حرة، وحتى لا يكون هناك نظام ينتهج الإبادة الجماعية والفصل العنصري والتطهير العرقي والاستعماري. وأكدوا على أنهم سيواصلون الضغط على الحكومة الإسبانية لتغيير نظرته للأوضاع في الشرق الأوسط، وتذهب هذه الحكومة لتعليق وبشكل فوري علاقات التعاون الدبلوماسي والتجاري مع إسرائيل، وشددوا على أن قتل الأشخاص لا يحدث فقط باستخدام القنابل، وإنما كذلك بفرض الحصر ومنع دخول المساعدات الإنسانية والطبية.

وفي برشلونة خرج الآلاف من المتظاهرين، أغلبهم من الطلاب الجامعيين، في مسيرة شعبية بمنطقة Los Jardines de Gràcia وسط مدينة برشلونة وذلك للتنديد باستمرار عمليات الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، والتنديد كذلك بتواطؤ الحكومة الغربية مع إسرائيل. وكان قد دعا لخروج هذه المسيرة عدد من النقابات الطلابية والعمالية والاتحاد الإسباني للعمال CGT، وذلك في إطار دعوات الإضراب العام لهذه النقابات والمنظمات للتنديد باستمرار الحرب الإسرائيلية في غزة وبالعدوان الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية.
رفع المتظاهرون لافتة مكتوب عليها “ضد الإبادة الجماعية والاستعمارية، والحرية لفلسطين”. وندد هؤلاء المتظاهرون بالتصعيد الصهيوني القاتل لشعب بأكمله، في الوقت الذي يقف فيه الغرب في مكان المُشاهد المُتواطئ، وأضافوا بأنه في الوقت الذي تعترف به إسبانيا بفلسطين تستمر أوروبا في بيع أسلحة ودعم الصناعات العسكرية. وأضاف المتظاهرون بأنهم يريدون تنبيه السياسيين بأنهم شركاء في الإبادة الجماعية بمواصلة التعاون التجاري مع إسرائيل.
الجدير بالذكر كذلك بأن عدد كبير من الطلاب قد قاموا بعمل وقفات احتجاجية في عدد من الجامعات بمدينة برشلونة الإسبانية، وقاموا بقطع الطرق المؤدية إلى هذه الجامعات للتعبير عن احتجاجهم وتنديدهم باستمرار العدوان الإسرائيلي على كل من فلسطين ولبنان.

وفي مدينة بالما الإسبانية خرج ما يقرب من ألفين شخص في مسيرة شعبية حملوا خلالها علم كبير لفلسطين ورددوا بهتافات للتنديد بالعدوان الإسرائيلي والإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني. وفي عدد كبير من مدن إقليم غاليثيا في شمال إسبانيا خرج العشرات في مسيرات شعبية للتنديد بتواطؤ الحكومة الإسبانية والحكومات الغربية مع إفلات إسرائيل من العقاب على ما ترتكبه من إبادة جماعية وعدوان عسكري ضد كل من لبنان وفلسطين .

أما في مدينة بلباو في شمال إسبانيا خرج المئات من الأشخاص إلى ساحة Teatro Arriaga للتنديد بالإبادة الجماعية، وطالب المتظاهرون بضرورة وقف التواطؤ الغربي مع إسرائيل ووقف المجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي والصهيونية في لبنان. كما أدان المتظاهرون رياء ونفاق الحكومة الإسبانية أمام الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل داخل الأراضي الفلسطينية واللبنانية.

وفي مدينة ملقة بجنوب إسبانيا خرج المئات من الأشخاص في مسيرة شعبية بساحة La Plaza de la Marina بوسط هذه المدينة الإسبانية للتأكيد على دعم الشعب الفلسطيني والتنديد باستمرار العدوان الإسرائيلي كل من فلسطين و لبنان، وقتل الأبرياء من المدنيين.

وفي إشبيلية احتشد ما يقرب من 500 شخص أمام مقر جامعة إشبيلية الإسبانية ومقر الحكومة المحلية لإقليم الأندلس Palacio de San Telmo وذلك للتنديد بتواطؤ الدول الغربية مع الإبادة الجماعية الإسرائيلية، وقمع الاحتجاجات الطلاب بالجامعات الإسبانية التي تدعم فلسطين والشعب الفلسطيني.