رئيس الوزراء الإسباني يستقبل بالعاصمة مدريد أعضاء وفد اللجنة الوزارية المُكلفة من القمة العربية-الإسلامية المُشتركة


الخميس 30 مايو 2024 م ، وكالات أنباء

استقبل رئيس الحكومة الإسبانية، بيدور سانشيث، بمقر قصر حكومة إسبانيا في العاصمة مدريد، أعضاء وفد اللجنة الوزارية المُكلفة من القمة العربية- الإسلامية المُشتركة، التي يرأسها وزير الخارجية السعودي صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، وذلك لبحث التطورات الأخيرة بمنطقة الشرق الأوسط، على خلفية استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ورفح، وبعد يوم واحد فقط من إعلان الحكومة الإسبانية عن موافقتها على الاعتراف رسميا بدولة فلسطين، معتبرة بأن ذلك سيُسهم في الدفع لتحقيق حل الدولتين، واستعادة الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، بمنح الشعب الفلسطيني هذا الحق المشروع في أن يكون له دولة تتعايش في أمن وسلام إلى جوار إسرائيل.

صورة أرشيفية،وكالة انباء

اجتمع رئيس الحكومة الإسبانية مع أعضاء اللجنة الوزارية المذكورة، في تواجد وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، وفي حضور كل من وزراء خارجية السعودية وقطر وفلسطين والأردن وتركيا، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي.

صورة أرشيفية،وكالة انباء

أثنى رئيس الحكومة الإسبانية على هذا الاجتماع، الذي استعرض خلاله التزام إسبانيا في مواصلة تنسيق الجهود مع مختلف الدول العربية والإسلامية من أجل وضع نهاية للعنف في فلسطين، وتفعيل حل الدولتين، ونقل إلى أعضاء اللجنة الوزارية المذكورة بأن إسبانيا قد اتخذت قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وذلك للمساهمة في تحقيق السلام والعدالة والدفاع عن النظام الدولي القائم على القوانين والقواعد. فيما أثنى أعضاء هذه اللجنة الوزارية على تلك الخطوة التي وصفوها بالتاريخية والشُجاعة التي أقدم عليها رئيس الحكومة الإسبانية في هذا التوقيت تحديدا بالاعتراف بدولة فلسطين، وأبرزوا بأنها ليست خطوة رمزية فحسب، وإنما هي خطوة أحيت مجددا فكرة حل الدولتين، لتضع الركائز الأساسية لبداية جديدة في منطقة الشرق الأوسط.

اتفق كل من رئيس الحكومة الإسبانية وأعضاء اللجنة الوزارية أثناء هذا الاجتماع على ضرورة مواصلة العمل سويا بين الدول العربية والأوروبية والمجتمع الدولي من أجل المضي قدما في الطريق الوحيد المُتاح لتحقيق السلام في المنطقة من خلال تطبيق حل الدولتين، كذلك اتفقوا على ضرورة الإسراع في وضع نهاية للأزمة الإنسانية في قطاع غزة، لاسيما وأن المشاهد الأخيرة تثير القلق البالغ وتؤكد على التدهور الحاد لأوضاع المدنيين الفلسطينيين في هذا القطاع.

أكد رئيس الحكومة الإسبانية على ضرورة وقف العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح، وفرض وقف لإطلاق النار دائم، وتحرير كافة الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس، وأن تسمح إسرائيل بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بكميات كافية، وذلك عملا بما جاء في الأمر الصادر مؤخرا عن محكمة العدل الدولية. كما أكد رئيس الحكومة الإسبانية على ضرورة العمل على إيجاد حل سياسي للصراع في منطقة الشرق الأوسط، يعكس بأن هذا الاعتراف بدولة فلسطين سوف يُسهم إيجابيا في تحقيق السلام، وحث الدول التي لم تعترف بـ فلسطين أو إسرائيل على بدء ذلك دون تأخير، ودعم دخول فلسطين كدولة لها عضوية كاملة في منظمة الأمم المُتحدة، كذلك دعم السلطة الوطنية الفلسطينية في عملية الإصلاحات التي بدأتها بتعيين حكومة جديدة.

صورة أرشيفية،وكالة انباء

تسعى كل من الحكومة ووزارة خارجية إسبانيا من خلال عقد اجتماع مع أعضاء اللجنة الوزارية المذكورة في مدريد إلى إظهار الدعم الدبلوماسي الكبير لموقفها من الاعتراف بالدولة الفلسطينية أمام حالة التوتر السياسي التي بلغت ذروتها مع إسرائيل. ويمثل هذا التواجد العربي والإسلامي رفيع المُستوى استمرارا لمحالاوت الجانبين تشكيل جبهة موحدة تُطالب بوقف إطلاق النار في فلسطين، وتدعم فكرة عقد مؤتمر دولي للسلام، مثلما تطمح في ذلك الحكومة الإسبانية الحالية. فيما يهدف هذا الاجتماع لمواصلة الضغط من أجل التوصل لعملية سياسية جادة وحقيقية تنتهي لإقرار السلام في منطقة الشرق الأوسط، و يعكس نجاح إسبانيا دبلوماسيا بين هذه الدول التي أثنت على قرار الحكومة الإسبانية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، لتتحول إسبانيا لتكون بمثابة مُتحدث بارز ووسيط يتمتع بثقة الدول العربية والاسلامية، لاسيما فيما يتعلق ببحث مخرج دبلوماسي للحرب في قطاع غزة من داخل الاتحاد الأوروبي.