الحزب الشعبي المُعارض يُطالب وزير الخارجية الإسباني بتقديم استقالته أمام غياب اعتراف ودعم حكومة إسبانيا لفوز المعارضة الفنزويلية بالانتخابات الرئاسية الأخيرة في فنزويلا

الخميس 15 اغسطس 2024 م،وكالات أنباء

اليميني المُعارض داخل مجلس الشيوخ الإسباني التحفظ الواضح لوزير خارجية إسبانيا، خوسيه مانويل ألباريس، في التعليق على الأحداث في فنزويلا، بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة في هذا البلد، بأنه بمثابة تقديم خدمة لمنح الشرعية إلى النظام الحاكم للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، وناشدت المسؤول المذكور بأن يتقدم باستقالته من منصبه في الحكومة الإسبانية إذا لم يعترف بما وصفته بالفوز الساحق للمعارض الفنزويلي إيدموندو غونثالث بتلك الانتخابات التي عُقدت بنهاية شهر يوليو 2024م في فنزويلا.

وبخت المسؤولة المذكورة – أثناء مثول وزيرالخارجية الإسباني أمام أعضاء لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان- ما وصفته بفتور الحكومة الإسبانية في التعليق على ما يعتبره حزبها السياسي “خداع وغش انتخابي قام به الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو”، وذكرت بأنه من غير الأخلاقي والمُحبط ألا يُسمع صوت إسبانيا عاليا وواضحا في هذا الشأن، مثلما فعل المجتمع الدولي، مؤكدة على أنه من المحرج رؤية الولايات المُتحدة الأمريكية أو المملكة المُتحدة أو فرنسا أو ألمانيا وعدد من دول أمريكيا اللاتينية، إلى جانب دول أخرى، والممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن، وهم يتخذون موقفا أكثر حزما من حكومة إسبانيا في الدفاع عن الحرية بعد هذا الغش الانتخابي في فنزويلا.

انتقدت ما وصفته برضوخ رئيس الحكومة الإسبانية لـ “الديكتاتور نيكولاس مادورو”، وطالبت الحكومة المركزية الإسبانية بلعب دور القيادة أثناء المطالبة بالتحول السياسي الداخلي في فنزويلا، والمطالبة بوقف الملاحقات والممارسات القمعية ضد المعارضة في هذا البلد. ووجهت سؤالا لوزير الخارجية الإسباني قائلة: “إلى أي جانب من تقف هذه الحكومة: هل إلى جانب الديكتاتوريات القمعية أم إلى جانب من يدافعون عن الحريات وحقوق الإنسان؟”.

شددت على أن عدم اعتراف الحكومة الإسبانية وبشكل واضح بفوز المعارضة السياسية في فنزويلا سوف يعني بأن موقف هذه الحكومة يتفق مع حكومات دول أخرى مثل روسيا و كوبا والصين و إيران، وهي الدول التي أعربت عن دعمها لنظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.

الجدير بالذكر بأن إعلان فوز الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بالانتخابات الرئاسية التي عُقدت مؤخرا في فنزويلا كان قد أثار استياء قوى التيار اليميني المُعارض في إسبانيا وبالاتحاد الأوروبي، وفي مقدمتهم الحزب الشعبي الإسباني PP، الذي شككك في نتائج هذه الانتخابات واعتبر بأنها لم تعقد في جو من الحرية وشفافية وافتقدت للنزاهة، خاصة في ظل استمرار السلطات الفنزويلية في الامتناع عن نشر قوائم فرز الأصوات لمراكز الاقتراع مثلما طالبت بذلك عدد من دول وحكومات الاتحاد الأوروبي، فضلا عن أن التيار اليميني في إسبانيا يواصل توجيه الانتقادات لمختلف قوى التيار اليساري بقيادة الحزب الاشتراكي PSOE كون هذه القوى تدعم النظام السياسي الحالي في فنزويلا بقيادة الرئيس نيكولاس مادورو، لأسباب أيدولوجية، في الوقت الذي يصف فيه التيار اليميني في إسبانيا هذا النظام بأنه ديكتاتوري ومُتسلط أدت سياساته إلى دخول فنزويلا في أزمات اقتصادية واجتماعية حادة.

يسعى الحزب الشعبي PP اليميني المُعارض إلى ارغام الحكومة الإسبانية بقيادة القوى اليسارية الحزب الاشتراكي PSOE، وحركة اتحاد قوى اليسارSumar على السير على نفس ما قامت به الولايات المُتحدة الأمريكية بالاعتراف بالقيادي السياسي المُعارض إدموندو غونثاليث رئيسا لفنزويلا، والتنديد بالممارسات القمعية للرئيس الفنزويلي الحالي نيكولاس مادورو، لاسيما وأن قوى التيار اليميني في إسبانيا تعتبر بأن الانتخابات الرئاسية الأخيرة في فنزويلا قد غابت عنها الشفافية والنزاهة، وأنه كان هناك تزوير لإرادة الشعب الفنزويلي الذي اختار التغيير في بلاده