إسبانيا تدعم بأغلبية برلمانية واسعة بدء إجراءات تفعيل مبادرة توفيق أوضاع أكثر من نصف مليون مهاجر غير نظامي

الثلاثاء الموافق 9 أبريل 2024,وكالة الأنباء الإسبانية Europapress

وافق مجلس النواب الإسباني بأغلبية واسعة على البدء في الإجراءات البرلمانية لتفعيل ما تُعرف بالمبادرة التشريعية الشعبية ILP لتوفيق وبشكل استثنائي أوضاع أكثر من 500 ألف مواطن أجنبي داخل إسبانيا ، حيث دعم هذه المُبادرة 310 من نواب الأحزاب السياسية المُختلفة داخل البرلمان من أصل 350 نائب، فيما عدا الأعضاء المنتمين للحزب اليميني المُتشدد 33 VOX نائب.

اتفقت مختلف القوى السياسية داخل مجلس النواب الإسباني على أن هذه المبادرة الدستورية تستحق كل الاحترام، لاسيما وأنها تُمثل المشاركة المباشرة للمواطنين في السياسات التشريعية، وذلك في ظل إدراك هؤلاء المواطنين لأهمية اتخاذ خطوات مُتقدمة وآليات مناسبة لضمان هجرة أكثر أمانا ونظاما إلى إسبانيا. فيما اعتبر نواب حركة اتحاد قوى اليسار Sumar بأن توفيق أوضاع وإقامة المواطنين الأجانب من المهاجرين غير النظاميين هو بمثابة تحقيق للعدالة المجتمعية ودفاعا عن الكرامة الانسانية، لاسيما وأنه لا يوجد أي شخص يمكن اعتباره غير شرعي، وشددوا على أن هذه المبادرة هي بمثابة اجراء ديموقراطي يضمن الحقوق الإنسانية للمهاجرين غير النظاميين، كما أنها مبادرة يجب التعامل معها بالجدية المناسبة كونها تتعلق بحياة أكثر من 600 ألف شخص.

اعترض نواب الحزب اليميني المُتشدد VOX على هذه المبادرة وذكروا بأنهم يريدون أن تستمر إسبانيا كما هي، وأنهم لا يريدون أن تصبح بلادهم مثل المغرب أو الجزائر أو نيجيريا أو السنغال، مؤكدين على أن ذلك ليس بخطاب يحمل كراهية للآخر أو عنصرية وإنما هو بمثابة حس مُشترك.

حذر الحزب الاشتراكي الحاكم PSOE في إسبانيا من تداعيات خطاب الكراهية الذي ينتهجه نواب الحزب اليميني المُتشدد VOX، وذلك أثناء نقاش مبادرة توفيق أوضاع وإقامة المهاجرين غير النظاميين في إسبانيا ، وأعرب الحزب الحاكم عن تعجبه من رفض نواب حزب VOX لهذه المبادرة رغم أنه يتواجد بين صفوف هذا الحزب اليميني أعضاء يحملون ألقاب لمواطنين أجانب ومهاجرين إلى إسبانيا، واعتبر الحزب الاشتراكي بأنه يبدو بأن كل ما يأتي من الخارج يُزعج حزب VOX وأعضائه فيما عدا تلك الأموال القادمة من إيران، في إشارة إلى موجة الانتقادات التي كانت قد طالت ارتباط تأسيس هذا الحزب اليميني المُتشدد بالحصول على تمويل من المعارضة الإيرانية في الخارج، خاصة في ظل وجود علاقة بين الممولين ومنظمة مجاهدي خلق الإيرانية MEK، التي تعد من أكبر وأنشط الحركات الإيرانية المعارضة التي تأسست في عام 1965م على يد عدد كبير من المفكرين والأكاديميين الإيرانيين المعارضين للنظام الإيراني.

يأتي توافق الأحزاب السياسية الإسبانية داخل مجلس النواب على تمرير هذه المبادرة بعد ضغوط مارستها منظمات حقوقية وإنسانية في إسبانيا على هذه الأحزاب والقوى السياسية الحاكمة في البلاد من أجل الذهاب وبشكل استثنائي لتوفيق أوضاع وإقامة هؤلاء الأجانب المتواجدون داخل إسبانيا بصفة غير نظامية، والمقيمون في إسبانيا قبل تاريخ 1 نوفمبر 2021م، وقامت هذه المنظمات بجمع أكثر من 700 توقيع يدعم المبادرة المذكورة، التي حظيت في البداية بتأييد ومُساندة الأحزاب اليسارية وهي كل من حركة Sumar وحزب اليسار الجمهوري الكتالوني ERC والحزب الباسكي EH Bildu والتكتل القومي الغاليثي BNG.

الجدير بالذكر كذلك بأن إسبانيا قد قامت في 6 مناسبات سابقة بتوفيق أوضاع المهاجرين غير النظاميين داخل أراضيها، وشهدت الفترة ما بين عامي 1991-1992م على قيام الحزب الاشتراكي الحاكم آنذاك بتوفيق أوضاع 108.321 مهاجر أجنبي، فيما استفاد من هذه المبادرة في عام 1996م وإبان حكم الحزب الشعبي اليمي PP 21.294 مهاجر، وتقدم في عام 2000م 244.327 مهاجر بطلبات لتوفيق أوضاعهم ليحصل 163.352 شخص منهم على الإقامة النظامية في إسبانيا، قبل أن يتم توفيق أوضاع239.174 مهاجر آخر في عام 2001م، وكان آخر تفعيل لهذه المبادرة الاستثنائية إبان حكم الحزب الاشتراكي في عام 2005م واستفاد منها ما يزيد على نصف مليون مهاجر أجنبي.