هل اقتربت نهاية الحزب المُسلم الوحيد الذي حكم في إسبانيا؟

الجمعة، 15 مارس 2024م، صحيفة El Confidencial الرقمية الإسبانية

نشر الكاتب الصحفي الاسباني ايغناثيو ثيمبرير بجريدة الكونفيدينثيال الرقمية الإسبانية، مقالا صحفيا بعنوان “صعود وسقوط مصطفى أبرشان، السياسي المُسلم الوحيد الذي فاز في انتخابات وحكم في إسبانيا”، حيث أشار الصحافي الإسباني إلى تواجد رئيس حزب “التحالف من أجل مليلية CpM” في السجن، بعدما وجه إليه القضاء الاسباني اتهامات باستغلال النفوذ واختلاس أموال عامة وشراء الأصوات الانتاخبية – اثناء الانتخابات المحلية الأخيرة بمدينة مليلية، المُنعقدة بتاريخ 28 مايو 2023م-، وذلك في قضية فساد متهم فيها كذلك 32 شخص آخر، بينهم مسؤولين في هذا الحزب – وأعضاء بالحكومة المحلية السابقة في مليلية-، ونواب وموظفين حكوميين ورجال أعمال. واعتبر الصحافي الإسباني بأن توقيف مصطفى أبرشان ينبؤ بأن حزبه بات في طريقه إلى الاختفاء في مليلية وإسبانيا.

وذكر الصحافي الإسباني بأنه توجيه الاتهامات للموقوفين على خلفية هذه القضية بالخداع والغش في عقود عامة، واستغلال النفوذ، وتزوير أوراق واختلاس أموال عامة، ليس لتحقيق ثراء شخصي، وإنما لشراء أصوات الناخبين في الانتخابات المحلية الأخيرة المُنعقدة مؤخرا بمدينة مليلية الخاضعة لنظام الحكم الذاتي في جنوب إسبانيا. وأشار الكاتب الصحفي الاسباني بأنه على الرغم من تلك الممارسات والمحالاوت إلا أن حزب “التحالف من أجل مليلية CpM” قد فقد 12% من إجمالي الأصوات الانتخابية و3 مقاعد برلمانية كاملة داخل المجلس المحلي لمدينة مليلية.

أضاف الكاتب الصحفي الإسباني في مقاله بأنه يبقى من المُتوقع أن يتم حل هذا الحزب ذو الايدولوجية المُسلمة في مدينة مليلية، لاسيما وأن الجرائم المُتهم بها القيادات داخل هذا الحزب قد تجاوزت كل الخطوط الحمراء في وقت قصير، وأصبحت فضيحة الفساد السياسي للحزب المذكور هي أكبر فضيحة فساد في التاريخي الديموقراطي لمدينة مليلية، وذلك على الرغم من أن هذه الحزب هو الوحيد الذي نجح بين الكثير من الأحزاب ذات الخلفية المسلمة في أوروبا في الحكم في مدينة إسبانية صغيرة (85 ألف نسمة)، معظم سكانها من أصول ريفية من المغرب.

أشار الصحافي الإسباني بأنه قد صدر بحق مصطفى أبرشان حكم بالسجن في نوفمبر 2018م، وذلك بعدما وجهت إليه اتهامات بشراء الأصوات الانتخابية إبان انتخابات مجلس الشيوخ في عام 2008م، وأنه في حالة توجيه نفس هذه الاتهامات إليه في قضية انتخابات عام 2023م، سيبقى هذا المسؤول في السجن لسنوات طويلة.

تجدر الإشارة بأن قوات الشرطة الإسبانية كانت قد ألقت القبض بتاريخ 5 مارس 2024م بمدينة مليلية على زعيم الحزب اليساري الإسباني “التحالف من أجل مليلية CPM”، القيادي الإسلامي صاحب الأصول المغربية مصطفى حامد محمد أبرشان، و5 مستشارين سابقين في الحكومة المحلية السابقة لمدينة مليلية – حكومة كانت ائتلافية من التحالف اليساري المذكور CPM والحزب الاشتراكي PSOE-، وذلك بعدما وُجهت إليهم اتهامات باختلاس واهدار أموال عامة والخداع في عقود حكومية عامة وارتكاب مخالفات إدارية وتزوير أوراق رسمية، وداهمت قوات الأمن منازل الموقوفين.
وأفادت مصادر أمنية بأن توقيف المذكورين له علاقة بالتحقيقات التي بدأتها الأجهزة الأمنية والمركز الوطني للاستخبارات الاسبانية CNI في إمكانية تورط جهات مغربية في المُساعدة على شراء الأصوات الانتخابية بمدينة مليلية في جنوب إسبانيا، وذلك قبل أيام قليلة من انعقاد الانتخابات المحلية بالمدينة الاسبانية في تاريخ 28 مايو 2023م، ووجود شواهد على توجيه تلك الأصوات لصالح دعم حزب “التحالف من أجل مليلية CpM”. وانتهى التحقيق في هذه القضية بصدور حكم قضائي ضد مصطفى أبرشان ينزع أهليته لشغل أي منصب عام أو حكومي لمدة 30 شهر، والسجن لمدة عامين -لم يُنفذ هذا الحكم بالسجن كون المذكور ليس له سوابق جنائية-.