إسبانيا تعزز من علاقات التعاون السياسي والتجاري والأمني مع المغرب في اجتماع رفيع المستوى بين حكومتي البلدين في مدريد

  • ۱۰ ديسمبر، ۲۰۲۵
  • سياسة
  • 0 Comments


بقلم د. احمد حسين الشاذلي
مدرس الترجمة واللغة الإسبانية BUC University in Cairo
عضو مؤسس لجريدة Hisparabia Hoy S.L في مملكة إسبانيا

الاربعاء 10 ديسمبر 2025 ، وكالات أنباء

استقبل رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيث، نظيره المغربي عزيز أخنوش الذي بحث معه “علاقات التعاون الممتازة التي تجمع بين المغرب وإسبانيا”، ووقع المسؤولان على البيان المُشترك الذي يؤكد اعتزام حكومتي البلدين “تعزيز الحوار السياسي الثنائي بينهما”. وترأس رئيس الحكومة الإسبانية الاجتماع الثالث عشر رفيع المستوى بين إسبانيا والمغرب، والمعروف باسم RAN، وهو الاجتماع الذي يستهدف بناء “علاقات تعاون أكثر حداثة، ورؤية مُشتركة للمستقبل وفي مواجهة التحديات الراهنة، ومنها استخدام الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والتغير المناخي والتحول لاستخدام الطاقة المُستدامة بما يخدم مصالح الشعبين الإسباني والمغربي”.

أبرز المسؤولان أثناء هذا الاجتماع علاقات التعاون التي “تمر بأفضل أوقاتها بين البلدين”، وشدد رئيس الحكومة الإسبانية على تلك “الروابط الإنسانية التي تجمع بين المغرب وإسبانيا، خاصة وأن الجالية المغرب تظل هي الأكبر بين الجاليات الأجنبية في إسبانيا، وأن المواطنين المغاربة هم الأكثر اسهاما بين الأجانب في نظام التأمينات الاجتماعية في هذا البلد – بنحو 335 ألف شخص عامل- وهو ما يعكس بأن هذه الجالية هي بمثابة نموذج للتعاون الذي يُترجم إلى تحقيق رفاهية مُشتركة”.

شمل توقيع البيان المُشترك بين حكومتي البلدين التعاون في تعزيز المشاورات السياسية وفي مجالات أخرى حيوية تهتم بها الحكومتان الإسبانية والمغربية مثل الرقمنة وتحديث الإدارات العامة والتعليم والوقاية من الكوارث الطبيعية والاستدامة وتحقيق المساواة. أما فيما يتعلق بعلاقات التعاون الاقتصادي بين البلدين، أبرز رئيس حكومة إسبانيا “متانة هذا التعاون والروابط التجارية، مؤكدا على أن إسبانيا ومنذ عام 2012م هي الشريك التجاري الرئيسي المغرب”، وأشار المسؤول الإسباني إلى ملتقى الأعمال المُنعقد بين الشركات الإسبانية والمغربية في مدريد، والذي يستهدف تعزيز التعاون بين هذه شركات، واستغلال فرصة التنظيم المُشترك لكأس العالم لكرة القدم بين البلدين في عام 2030م.

وقعت حكومتا البلدين خلال هذا الاجتماع على 14 اتفاقية و11 مذكرة تفاهم، شملت كذلك التعاون في تبادل المعلومات والمعارف التقنية وتبادل الخبرات فيما يتعلق برقمنة النصوص التشريعية واللوائح ونشرها عبر الوسائل الإليكترونية. واشتمل التعاون مجالات الرياضة والثقافة، والتعاون في مكافحة خطابات الكراهية من خلال التوعية العامة والتعاون المؤسسي والتعاون المشترك في مواجهة تناقل المعلومات المُضللة والمحرضة على الكراهية عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتعزيز التعايش السلمي.

وفي نفس هذا السياق، وقعت وزارتي الخارجية في البلدين مذكرات تفاهم لدعم التعاون في مجال الدبلوماسية النسائية وتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في العمل الخارجي، كذلك في تبادل الشباب الدبلوماسيين لتعزيز برامج التنقل للتأهيل بين الجانبين، كذلك دعم التعاون بين المدارس الدبلوماسية في كل من المغرب وإسبانيا. كما تم توقيع اتفاقيات بين البلدين في مجال الزراعة والصيد وإدارة المياه ودعم البيئة القروية ومكافحة الصيد غير النظامي وتعزيز الزراعة المستدامة والأمن الغذائي. كما وقعت حكومتا البلدين اتفاقيات لتعزيز التعاون التقني والعلمي وتبادل المعلومات في دراسات مراقبة الزلازل والفيضانات والديناميكية الجغرافية في منطقة مضيق جبل طارق.

من جهته، اجتمع وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، واتفقا على ضرورة مواصلة العمل بخارطة الطريق المُتفق عليها بين البلدين في عام 2022م، وتعزيز علاقات الصداقة وحسن الجوار، لاسيما بعدما تحولت المغرب لتكون ثالث مقاصد الصادرات الإسبانية في عام 2024م، لتبلغ قيمة 12 مليار و859 مليون يورو، لتأتي بعد كل من الولايات المُتحدة الأمريكية والمملكة المُتحدة. فيما تحتل المغرب المرتبة الرابعة كمورد للسلع والبضائع إلى إسبانيا من خارج الاتحاد الأوروبي بقيمة مالية بلغت 9 مليار و834 مليون يورو.

تجدر الإشارة بأن التعاون التجاري والاقتصادي والثنائي بين البلدين قد شهد نموا واضحا خلال السنوات الماضية لاسيما بعدما قامت الحكومة الإسبانية في مارس 2022م بالإعلان عن تأييدها لخطة الحكم الذاتي المغربية في منطقة الصحراء الغربية، وأظهرت هذا الحكومة وقوفها إلى الجانب المغرب في هذا القضية تحديدا، لتتخلى إسبانيا عن موقفها الحيادي التاريخي من الصراع في هذه المنطقة، إلا أنه كان لهذا الموقف نتائج إيجابية اتضحت في تزايد حجم التبادل التجاري بين البلدين، وفي تعزيز التعاون الأمني بينهما في إدارة ملف الهجرة غير النظامية ومكافحة الإرهاب.

اترك تعليقا