المحكمة الوطنية الإسبانية تحفظ القضية المُتهم فيها رئيس المفوضية الإسلامية في إسبانيا بتمويل الإرهاب
- ۱۰ ديسمبر، ۲۰۲۵
- مجتمع
- 0 Comments

بقلم د. احمد حسين الشاذلي
مدرس الترجمة واللغة الإسبانية BUC University in Cairo
عضو مؤسس لجريدة Hisparabia Hoy S.L في مملكة إسبانيا
الاربعاء 10 ديسمبر 2025 ، وكالات أنباء
قررت الدائرة السادسة بالمحكمة الوطنية الإسبانية لوقف المؤقت للدعوى الجنائية – لعدم كفاية الأدلة لاستكمال هذه الدعوى– وحفظ القضية المُقدمة ضد رئيس المفوضية الإسلامية في إسبانيا، الدكتور محمد أيمن أدلبي، وبالتالي إغلاق هذه القضية التي يُنظر فيها منذ عام 2019م.
شمل حفظ هذه الدعوى قيادات أخرى من أعضاء هذه المفوضية في فرعها بإقليم أراغون بشرق إسبانيا، وهم كل من فواز النحاس وعادل النجار، كذلك أمين صندوق اتحاد الجمعيات الإسلامية في إسبانيا، محمد حاتم الروحيباني. وجاء قرار المحكمة الإسبانية بعد عمليات تحقيق وبحث مستفيض، وبعدما صدر عن الوزارة النيابية بالحكومة الإسبانية تقريرا في وقت سابق يشير إلى أنه لا يوجد ما يستدعي الاستمرار في هذه القضية، لاسيما وأن التبرعات التي ذهبت لمنظمات إنسانية وخرجت من إسبانيا على يد أعضاء بالمفوضية الإسلامية لم يثبت بأنها أموال قد تم استخدامها في تمويل الإرهاب، وبالتالي انعدمت الأدلة التي يشترطها قانون الإجراءات الجنائية المعمول به في إسبانيا في الشأن.
أصدرت المفوضية الإسلامية في إسبانيا CIE، فور صدور قرار المحكمة الوطنية الإسبانية، بحفظ القضية المذكورة بيانا صحفيا أكدت فيها بأنها كانت تثق دائما في نزاهة وعدالة المؤسسات القضائية الإسبانية، وفي تلك الضمانات الموجودة في دولة ديموقراطية تحترم القانون مثل إسبانيا. وأشارت إلى أن القرار يؤكد على مبدأ بأن المُتهم بريء حتى تثبت أدانته، وهو ما اتضح طيلة فترة التحقيقات في هذه القضائية. وأعربت المفوضية في البيان المذكور عن شكرها العميق لكل لفتات الدعم والثقة التي تلقتها خلال السنوات الماضية، والتي حاولت خلالها بعض وسائل الإعلام التشكيك في المؤسسات الإسلامية الرئيسية في إسبانيا، وشددت المفوضية في بيانها على التزامها التام بدعم السلام المجتمعي والتعايش السلمي ومحاربة كافة أشكال التطرف.
كانت قوات الشرطة الإسبانية قد ألقت القبض بتاريخ 24 مارس 2021م على أيمن أدلبي بالعاصمة مدريد وعلى أمين صندوق المفوضية الاسلامية في إسبانيا، محمد حاتم الروحيباني، حيث كشفت التحقيقات الأولية أمام القضاء الاسباني بأن هناك شواهد تشير لإمكانية تورط الموقوفين في التعاون مع جمعية إنسانية لرعاية الأيتام – تدعى منظمة البشائر الإنسانية Al Bashaer- لها علاقة بجماعة جيش الإسلام المنبثقة عن تنظيم القاعدة الإرهابي في سوريا، وهي الجمعية التي كانت تقوم بتسهيل وصول أموال ومساعدات لهذا التنظيم الإرهابي بتعاون أعضاء خلية في إسبانيا من مواطنين سوريين تم تفكيكها في عام 2019م، وكشفت مصادر قضائية في وقت لاحق بأن محمد أيمن أدلبي يواجه اتهامات تتمثل في “مشاركته بشكل مباشر في عمليات تمويل التنظيمات الإرهابية في سوريا” وذلك من خلال “تدشين حملات لجمع وتحصيل الأموال داخل إسبانيا بدعوى إرسالها لصالح الأيتام السوريين”، وهي المعلومات التي استدلت عليها الاجهزة الاستخباراتية والأمنية في إسبانيا من خلال المكالمات الهاتفية التي كان يقوم بها القيادي المذكور مع متبرعين، وأفرجت النيابة الاسبانية عن أيمن أدلبي بشكل مؤقت ولحين استدعائه في وقت لاحق للإدلاء بأقواله، وذكرت مصادر بأن الافراج المؤقت عن رئيس المفوضية الاسلامية في إسبانيا يرجع لأسباب إنسانية وهي أنه يبلغ من العمر 75 عاما ويعاني من مشكلات صحية فضلا عن أنه يعيش مع أسرته في مدريد ولا توجد أي احتمالية في هربه خارج إسبانيا.

