إسبانيا تستضيف اجتماع أوروبي- عربي لبحث وضع نهاية للحصار على غزة، وتفعيل حل الدولتين لإقرار السلام

الاربعاء 28 مايو 2025 ، وكالات أنباء

استضاف مقر وزارة الخارجية الإسبانية بالعاصمة مدريد اجتماع ضم عدد كبير من وزراء خارجية الدول العربية والأوروبية، إلى جانب ممثلين عن كل من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي OCI، وذلك لتبادل الرؤى والمواقف السياسية حول الرغبة في تحقيق هدفين رئيسيين وهما: رفع الحصار المفروض من قبل إسرائيل على قطاع غزة الفلسطيني، وتفعيل حل الدولتين، باعتباره الضامن والسبيل الوحيد لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط.

شدد وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، في بداية هذا الاجتماع قائلا: “ما نفعله اليوم هنا، وما سنقوله هنا، ليس ضد إسرائيل أو ضد الدولة الإسرائيلية”، وأضاف بأن “جميع الحاضرين اليوم هنا يضعون في اعتبارهم تلك المطالبات الشرعية للشعب الإسرائيلي بالحصول على الأمن والسلام، وبتحرير كافة الرهائن المحتجزون حتى هذه اللحظة تحت قبضة تنظيم حماس الإرهابي”. وذكر بأن “نفس هذه الحقوق المُطالبة بالسلام والأمن يجب أن تتحقق كذلك للشعب الفلسطيني، فهذا الشعب لا يوجد سبب واحد كي يتم الحكم عليه بأن يكون شعب لاجئ دائما”. وأشار إلى أن “الاهتمام الوحيد لجميع المتواجدين في هذا اللقاء هو وقف الحرب الظالمة والشرسة وغير الإنسانية التي تقوم بها إسرائيل في قطاع غزة، وكسر الحصار المفروض على دخول المساعدات الإنسانية إلى هذا القطاع، والمضي قدما وبشكل نهائي نحو إقرار حل الدولتين”.

أشاد المسؤول الإسباني بتضاعف عدد الدول المُشاركة في هذا الاجتماع، مقارنة بأول اجتماع عُقد لأعضاء وفد اللجنة الوزارية العربية- الإسلامية المُكلفة، كذلك مُشاركة وزراء دولة ممثلين عن البلدان الأوروبية الثلاثة وهم كل من ألمانيا وفرنسا والمملكة المُتحدة. وأثنى على تواجد في هذا اللقاء “حكومات له توجهات سياسية متباينة وقادمة من مناطق مختلفة، إلا أنها تتفق في نفس المبادئ والرأي وهو ضرورة وقف هذ الحرب، وضمان دخول المساعدات الإنسانية، ووضع نهاية للصراع”.

شدد على أن هذا الاجتماع “يهدف على المدى القصير إلى وضع نهاية للحصار في غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية على نطاق واسع، وبدون أية شروط أو قيود، وألا يكون دخول هذه المساعدات تحت سيطرة إسرائيل بطبيعة الحال، وإنما يجب أن يكون تحت إشراف منظمة الأمم المُتحدة”. وأشار إلى أنه من بين الأسباب الرئيسية لعقد هذا الاجتماع يأتي كذلك “إعطاء دفعة جديدة لحل الدولتين، الذي نُدرك جميعا بأنه الحل النهائي لتحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط”. وأضاف قائلا: “تتزايد مع مرور الوقت تلك الدول التي تقتنع بما تؤمن به إسبانيا، وهو أنه لا يوجد بديل لحل الدولتين” من أجل إنهاء الصراع في المنطقة. وذكر متسائلا: “ما هو البديل لحل الدولتين؟، هل هو قتل جميع الفلسطينيين؟ بالطبع لا، أو تهجيرهم إلى حيث لا نعرف أين؟، أو ربما يقترح علينا قريبا أحد تهجيرهم إلى القمر مثلا؟ بالطبع لا”.

قال الوزير الإسباني بأن حل الدولتين “هو البديل الوحيد كذلك كي تكون هذه الحرب هي الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط، وألا تكون هناك حروب أخرى في هذه المنطقة”. وأضاف بأن جميع المتواجدين في هذا الاجتماع يرغبون في “ألا يتحول العنف إلى الطريقة الطبيعية للتعامل بين الدول في منطقة الشرق الأوسط”.

الجدير بالذكر بأنه قد شارك في هذا الاجتماع إلى جانب وزير الخارجية الإسباني كل من نائب وزير الخارجية الألماني، ورؤساء وزراء كل من فلسطين وقطر، ونواب رؤساء وزراء الأردن وسلوفينيا، ووزراء خارجية كل من المملكة العربية السعودية ومصر والبرازيل والنرويج والبرتغال وأيسلندا، فيما شارك في هذا اللقاء عبر خاصية الفيديوكونفرس كل من وزراء خارجية مالطا وتركيا وألمانيا والبحرين والمملكة المتحدة وأيرلندا، وشارك كذلك في هذا الاجتماع المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي في دول مجلس التعاون الخليجي.

ومن جهته ذكر وزير الخارجية النرويجي أثناء هذا الاجتماع بأنه من الضروري كذلك “الاعتراف بالدولة الفلسطينية كي تتعايش في أمن وسلام إلى جوار إسرائيل، ويجب أن يكون هذا الاعتراف على المستوى العالمي، يُصاحبه تطبيع للدول العربية المحورية في المنطقة مع إسرائيل، على أن تكون البداية مع المملكة العربية السعودية”. وأثنى المسؤول النرويجي على المبادرة الأوروبية- العربية المُشتركة التي تعمل من أجل حشد الدعم لتفعيل حل الدولتين، واعتبر بأن هناك حاجة لـ “إقناع الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب بأن ذلك سيكون بمثابة السبيل لتحقيق فكرته العظيمة بتفعيل الاتفاق الابراهيمي”.

اترك تعليقا