سوريا تفتح “صفحة جديدة” مع السعودية بعد سقوط نظام الأسد

الثلاثاء 7 يناير 2025 ، وكالات أنباء

نشرت الصحافية الإسبانية، لارا بيالون، بجريدة الموندو مقالا صحفيا تحت عنوان “سوريا تفتح صفحة جديدة مع المملكة العربية السعودية، والرياض تراها فرصة لممارسة نفوذها في سوريا بعد انسحاب الخصيم والمنافس الإقليمي إيران “، حيث ذكرت بأن الإدارة السورية الجديدة تستمر في تكثيف التواصل مع حكومات المنطقة والشركاء في أوروبا من أجل حشد الدعم اللازم لعملية التحول وإعادة الإعمار في سوريا بعد 13 عاما من الحرب التي انتهت بإسقاط نظام بشار الأسد، وأضافت بأن اختيار السعودية لبناء علاقات جديدة يهدف تحديدا لـ “تطمين الجانب السعودي حول توجه سوريا في المستقبل، لاسيما فيما يتعلق بمكافحة الجماعات الإسلامية الراديكالية مثل تنظيم داعش”، فضلا عن أن سوريا “تحتاج كذلك لشريك جديد في تجارة النفط والغاز الطبيعي، بعدما خسرت الممول الأول لها وهي إيران بسقوط نظام الأسد، فضلا عن حاجة سوريا لـ السعودية كي تساعدها في إعادة إعمار البنية التحتية وانعاش الاقتصاد المحلي السوري، الأمر الذي يحتاج لدعم مالي خارجي ضخم”.

ذكرت بأن “المملكة العربية السعودية يُمكن أن تحاول من خلال ذلك تعزيز نفوذها داخل سوريا بعد انسحاب إيران من المشهد في ظل ضعف محور المقاومة بسقوط الأسد واستمرار الحرب في كل من قطاع غزة ولبنان”. وأضافت بأن السعودية تواصل التعامل بـ “حذر” مع الإدارة السورية الجديدة، وهو ما اتضح في عدم إرسال وفد رفيع المستوى إلى دمشق، مثلما فعلت بلدان أخرى في المنطقة مثل تركيا وقطر والأردن، إلا أن ذلك لم يمنع المملكة العربية السعودية من “تدشين جسر جوي إنساني لنقل المواد الغذائية والطبية إلى سوريا بهدف تخفيف حدة الأوضاع المعيشية الصعبة التي يمر بها الشعب السوري، ويُنتظر أن يتم خلال الأسابيع المقبلة فتح ممر بري لمواصلة إرسال المساعدات الإنسانية التي يحتاجها ما يقرب من 70% من سكان سوريا”. وأشارت إلى أن السعودية كانت من بين الأصوات المنددة بالهجمات الإسرائيلية والاقتحام البري الإسرائيلي للأراضي السورية، وهو ما اعتبرته السلطات السعودية بأنه يدمر محاولات استعادة الأمن والاستقرار في سوريا”.

وأضافت الصحافية الإسبانية بأن السعودية بدأت تعيد حساباتها فيما يتعلق بمستقبل علاقتها مع سوريا بعد سقوط نظام الأسد، وذلك على الرغم من “التقارب الذي اتضح في الشهور الأخيرة بين السعودية والنظام السوري السابق، والذي اتضح في إعادة فتح السفارة السعودية في دمشق، والتوسط عند الولايات المُتحدة الأمريكية لتخفيف العقوبات على نظام الأسد”.