مسيرة شعبية حاشدة في فالنسيا للتنديد بفشل الحكومة المحلية في إدارة كارثة إعصار القطرة الباردة

  • ۱۱ نوفمبر، ۲۰۲٤
  • مجتمع
  • 0 Comments

صورة مصدرها وكالة أنباء Europa press
الاثنين 11 نوفمبر 2024 ، وكالات أنباء

خرج ما يقرب من 130 ألف شخص، وفقا للتقديرات الرسمية لمفوضية الحكومة المركزية في إقليم فالنسيا، بتاريخ 9 نوفمبر 2024م، في مسيرة شعبية حاشدة بوسط مدينة فالنسيا في شرق إسبانيا، وذلك لمُطالبة رئيس الحكومة المحلية لإقليم فالنسيا، كارلوس ماثون، وأعضاء حكومته بالكامل بتقديم استقالتهم “الفورية” من منصبه، بعد ما وصفه المتظاهرون بفشل هؤلاء المسؤولين في إدارة الأزمة الناجمة عن كارثة إعصار القطرة الباردة “دانا”، الذي تسبب في مقتل حتى الآن 222 شخص، وألحق خسائر جسيمة بالبنى التحتية والطرق والمباني والمساكن فيما يزيد عن 75 بلدية تابعة لمحافظة فالنسيا تحديدا.

صورة مصدرها الموقع الرسمي للمحطة الإذاعية الإسبانية Cadena SER

أكد المتظاهرون – الذين خرجوا بناء على دعوة من عدد من المنظمات الحقوقية والمجتمع المدني وبدعم من قوى وأحزاب يسارية- بأن المسؤولين المذكورين “غير مؤهلين لإدارة كيفية تخفيف التداعيات السلبية لكارثة إعصار القطرة الباردة، وأنهم لا يستحقون البقاء في مناصبهم والتحكم في حياة وأرواح سكان فالنسيا”، وأضافوا بأن فشل هؤلاء المسؤولين لم يقتصر فحسب على تأخرهم في إيصال التحذيرات من هذه الكارثة إلى سكان الإقليم الإسباني، وإنما كذلك فشلوا في إيجاد حلول أو تنظيم وتسهيل وصول المُساعدات العاجلة لسكان البلديات المنكوبة والإسراع في إعادة البناء فيها، هذا إلى جانب تأخرهم الكبير في طلب مساعدة أجهزة الدولة سواء كان الجيش الاسباني أو أجهزة الحماية المدنية والشرطة والحرس المدني”، مما كان له أثر واضح على تدهور الأوضاع الحياتية للآلاف من المواطنين في فالنسيا.

أعرب المتظاهرون عن شعورهم بالغضب تجاه الإهمال الواضح للحكومة المحلية لإقليم فالنسيا، بقيادة السيد كارلوس ماثون، واعتبروا بأن هذا المسؤول هو وحكومته “ارتكبوا جرما” بحق سكان فالنسيا “لا يغتفر ولا يمكن نسيانه”، بل أنهم حاولوا “التغطية على إهمالهم بإنكارهم هم وحزبهم السياسي الحزب الشعبي اليميني PP لأزمة التغير المناخي”. وطالب المتظاهرون بأن يتم منع البناء في مناطق السيول والفيضانات التي يمكن أن تغمرها مياه الأنهار أو البحر، وتحسين البنية التحتية في مختلف مدن إقليم فالنسيا سواء كانت البنية التحتية للتعليم والصحة والخدمات الاجتماعية والبنية التحتية لمواجهة الطوارئ والكوارث الطبيعية.

صورة أرشيفية،elpais

انتهت المسيرة الشعبية بعمل وقفات احتجاجية للمتظاهرين أمام كل من مقر رئاسة الحكومة المحلية لإقليم فالنسيا ومجلس بلدية مدينة فالنسيا، وقام بعض المتظاهرون بإشعال الشماريخ والألعاب النارية وإلقائها نحو هذه المباني الحكومية مما أجبر قوات الشرطة والأمن على التدخل لإبعاد هؤلاء المتظاهرين الذين حاولوا اشعال النيران عند مدخل مجلس البلدية المذكور، إلا أنه لم يتم رصد أي اشتباكات أو مواجهات عنيفة بين الطرفين. وعلقت عمدة مدينةفالنسيا، ماريا خوسيه كاتالاه، على تلك المشاهد قائلة بأن “هذا التوقيت يتطلب من الجميع العمل لتخفيف التداعيات السلبية لكارثة الإعصار”، مؤكد على احترامها للتظاهر إلا أن الصدام والمواجهات ليست هي الحل”.

من جهته، أكد المتحدث الرسمي باسم حركة Sumar – الشريك السياسي الرئاسي للحزب الاشتراكي PSOE الحاكم في إسبانيا- ووزير الثقافة بالحكومة الإسبانية، السيد، ارنست اورتاسون، بأنه على رئيس الحكومة المحلية لإقليم فالنسيا، كارلوس ماثون، أن يتقدم باستقالته، وأن “يستمع لمطالبات الشارع الفالنسي الذي خرج في مسيرة شعبية تاريخية” للتنديد بإدارة الحكومة المحلية في فالنسيا لأزمة إعصار “دانا”.

كانت وزارة الداخلية الإسبانية قد أكدت بأنه قد تأكد حتى الآن وفاة 222 شخص بسبب إعصار القطرة الباردة الذي ضرب مناطق في شرق وجنوب إسبانيا، حيث شهد إقليم فالنسيا وفاة 214 شخص، و 6 أشخاص في إقليم كاستييا لامانشا وشخص واحد فقط في إقليم الأندلس حتى الآن، فيما نجحت أجهزة الأمن والحماية المدنية في إنقاذ حتى الآن 36.903 شخص، وألقت قوات الشرطة القبض على 343 شخص حتى الآن بتهمة سرقة المنازل والمراكز التجارية المُدمرة بسبب الإعصار.

ويتواجد حتى الآن نحو 8.495 فرد عسكري من الجيش الاسباني 2.103 منهم ينتمون للوحدة العسكرية للطوارئ UME، ومركبات برية وجوية وبحرية يصل عددها إلى 2.071، بينها مروحيات هليكوبتر وسيارات للتدخل السريع والنقل وطائرات مسيرة آليا، وسيارات إسعاف، وسفينة عسكرية ومراكب أخرى تُشارك في عمليات الإنقاذ والعثور على جثث الضحايا. فيما يتواجد حتى الآن عدد كبير من قوات الشرطة الوطنية 4.438 والحرس المدني الإسباني 5290 والأطباء النفسيين لتقديم المساعدة لسكان المناطق المنكوبة