
زعماء فنزويلا والمكسيك يطالبون المؤسسة الملكية الإسبانية بتقديم اعتذار
- ۱۵ أكتوبر، ۲۰۲٤
- سياسة
- 0 Comments
الثلاثاء 15 اكتوبر 2024 م ، وكالات أنباء
انتقد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو احتفال إسبانيا بذكرى يوم عيدها الوطني في 12 أكتوبر من كل عام، وهو اليوم المعروف في إسبانيا باسم “اليوم الوطني للشعوب الناطقة بالإسبانية”، أو Día de la Hispanidad، وأكد على أنه “لا يوجد أي شيء يدعو للاحتفال”، داعيا إلى وجوب “تكوين مليشيا من الشعوب اللاتينية الأصلية مُسلحة بشكل جيد، كي تُدافع عن السلام والتعايش” في بلاده، وذلك أثناء مُشاركة المسؤول الفنزويلي في مراسم الذكرى السنوية الـ 532 لغزو الملكية الإسبانية لمنطقة أمريكا اللاتينية، والاحتفال بما يعرف بيوم مقاومة السكان الأصليين في فنزويلا.
ذكر رئيس فنزويلا قائلا: “لا يوجد يوم وطني للشعوب ذات الثقافة والناطقة بالإسبانية، وليس هناك يوم يُسمي بيوم العرق، ولو كان اليمين الفاشي يريد الاحتفال بالإبادة الجماعية فهم أحرار في ذلك، هؤلاء الشياطين من الرجال والنساء هم أنفسهم الذين يدافعون عن الإبادة الجماعية التي يرتكبها كل يوم الإرهابيون الذين يحكمون دولة إسرائيل الصهيونية، هم أنفسهم الذين جاءوا إلى هذه الأرض للقضاء على شعب كان يعيش في وحدة وانسجام، شعب حكيم، هم أنفسهم الذين ظلوا لقرون ينهبون الموارد الطبيعية للشعوب الفقيرة”. وأضاف بأنه على إسبانيا “أن تتقدم باعتذار على كل هذه الأيام، بسبب ما ارتكبته من إبادة جماعية ضد شعوب أمريكا في القرن الخامس عشر”.

وصف الشعب الفنزويلي بأنه “شعب مقاتل، استمر لمدة 532 عاما يُكافح من أجل إنهاء الاستعمار، وأن من يحتفلون بيوم 12 أكتوبر في إسبانيا هم “ورثة العبودية والإمبريالية والإبادة الجماعية”. وأضاف قائلا: “يجب علينا دعم المليشيا الوطنية البوليفارية، مليشيات من السكان الأصليين، منظمون ومدربون ومسلحون بشكل جيد من أجل الدفاع عن أراضينا من أي دخيل يسعى للتدخل لإلحاق الضرر بالسلام والتعايش السلمي”. وذكر بأن حكومة بلاده تهتم من خلال التعليم بتوعية الشباب “من محاولات التقليل من حجم تلك الفظائع التي ارتُكبت أثناء عملية الغزو والاحتلال والاستعمار والعبودية داخل الأراضي الأمريكية”.

فيما طالب وزير الخارجية الفنزويلي إيفان خيل بأن يكون هناك “عدل واعتراف وإصلاح للجرائم التي ارتكبت ضد الإنسانية خلال غزو منطقة أمريكا اللاتينية”، مؤكدا على أن “تواطؤ وصمت النخبة في أوروبا وباقي دول العالم أمام الإبادة الجماعية الحالية بحق الشعب الفلسطيني، هو بمثابة نموذج لضرورة الدفاع عن ذاكرة التاريخ”.

ومن جهتها، أشارت الرئيسة الحالية للمكسيك كلوديا شينباوم إلى مطالبات الرئيس المكسيكي الأسبق أندريس مانويل لوبيث أوبرادور للقصر الملكي الإسباني بـ “تقديم اعتذار عن تلك الفظائع التي ارتُكبت خلال الغزو الإسباني لمنطقة أمريكا اللاتينية”. وذكرت بأن هذه المنطقة “كان لها بالفعل ثقافات عظيمة، ولم يكتشفها أحد، وأنه لم يكن هناك تلاقي سلمي، وإنما مجازر مثل تلك وقعت في Cholula وفي المعبد الكبير el Templo Mayor

كانت المسؤولة المكسيكية قد وصفت في وقت سابق بأن اعتذار إسبانيا “عن تلك الجرائم التي ارتُكبت ليس أمر مخزيا، وإنما على العكس فالاعتذار يُقرب الشعوب”، مؤكدة على أن يوم “12 أكتوبر ليس هو يوم العرق أو اليوم الوطني للشعوب ذات الثقافة والناطقة بالإسبانية، وأشارت هذه المسؤولة إلى اعتذار دول أخرى مثل البرتغال أو ألمانيا أو فرنسا أو اليابان.
ذكرت بأن “تقديم اعتذار عن جرائم ضد الإنسانية هو بمثابة مسؤولية تاريخية، ووسيلة للمصالحة وتجاوز لأضرار الماضي، كما أنه يُعد اعتراف بالحق في معرفة الحقيقة والكرامة التي تملكها الشعوب والمجتمعات، كما أن تقديم الاعتذار عن هذه الاضرار يسمح بمداواة جروح تاريخية”.