مقتل إسماعيل هنية يؤكد بأن إسرائيل قادرة على تنفيذ عمليات اغتيال ضد أي من قيادات حماس أو التنظيمات الموالية لإيران في منطقة الشرق الأوسط

المُدير المُشارك لمعهد دراسات الصراعات والعمل الإنساني في إسبانيا IECAH،
الكاتب الصحفي،
خيسوس نونيث بيابيردي

الثلاثاء 6 اغسطس 2024 م ،صحيفة El País المحلية الإسبانية

نشر المُدير المُشارك لمعهد دراسات الصراعات والعمل الإنساني في إسبانيا IECAH، الكاتب الصحفي، خيسوس نونيث بيابيردي، مقالا صحفيا بجريدة El País المحلية الإسبانية، بتاريخ 2 أغسطس 2024م، تحت عنوان “إسرائيل تقتل من تشاء ومتى تشاء”، وذلك للتعليق على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، حيث وصف هذه العملية بأنها تعصف بأي إمكانية للتوصل لإطلاق النار ولتبادل الأسرى.

ذكر بأن عملية الاغتيال المذكورة قد اثارت الكثير من التكهنات حول كيفية تنفيذها، وما إذا كانت قد تمت من الخارج باستخدام طائرة مسيرة آليا أو صاروخ بعيد المدى، أم أنها نُفذت من خلال قيادة نشطة من داخل الأراضي الإيرانية، باستخدام أسلحة دقيقة قصيرة المدى. إلا أنها عملية أكدت في الوقت ذاته على عدد من الحقائق أبرزها أن إسرائيل – التي لم تؤكد على مسؤوليتها حتى الآن في تنفيذ هذه العملية- تملك قدرات استخباراتية وفي تنفيذ العمليات النوعية اللازمة التي تنتهي بقتل من تشاء ووقتما تشاء. كما أن إسرائيل تعرف وبالتفصيل تحركات إسماعيل هنية، وتحركات الكثير من القيادات الإسلامية والعربية المنتمية لحركة حماس وحزب الله.

وأضاف بأنه من خلال هذه العملية نجحت الحكومة الإسرائيلية في أن تبعث برسائل إلى كل من حركة حماس و إيران، وهي أنها مُستمرة في مساعيها للقضاء سياسيا وعسكريا على حركة حماس وقياداتها، وأنها جاهزة للرد على أية محاولات انتقامية من جانب هذه الحركة، مما ينبأ بمزيد من العنف وقتل الأبرياء في المنطقة، وسيضعف بطبيعة الحال من فرص وضع نهاية للصراع ومن فرص وقف هذه الإبادة الجماعية. كما نجحت إسرائيل في نقل رسالة أخرى لكل من حماس وحزب الله والحوثيين والمليشيات الأخرى في سوريا و العراق تفيد بأن أنظمة الدفاع والاستخبارات لهذه التنظيمات باتت غير كافية للتصدي للقدرات العسكرية الإسرائيلية، وبالتالي ردع إيران عن مواصلة مقاومتها المُسلحة للوجود الإسرائيلي في المنطقة.
أشار الكاتب الصحفي الاسباني إلى أن الإرادة الإسرائيلية العنيفة لا تزال تطمح في فرض سيطرتها الكاملة على فلسطين، دون أن تفهم بأن هذه الاستراتيجية التي تهدف للإبادة لن تُحقق أي نجاح يُذكر، فعمليات الاغتيال التي تقوم بها لم تمنع اندلاع الانتفاضة الثانية في عام 2000م، أو أن تمسك حماس بزمام الأمور في قطاع غزة في عام 2007م، أو حتى نجحت في منع هجمات 7 أكتوبر 2023م.

ذكر بأنه، ومن جهة أخرى، أصبحت حركة حماس أكثر ضعفا، لاسيما وأنها تواصل للشهر العاشر على التوالي فقد أعداد كبيرة من مقاتليها، وباتت غير قادرة على مواجهة إسرائيل داخل قطاع غزة، رغم أنها لا تزال تحظى بدعم خارجي وداخلي يرجع فقط لحالة الإحباط العام التي أصابت الشعب الفلسطيني جراء انهيار اتفاقيات أوسلو وأمام الغطرسة الإسرائيلية وسوء أداء السلطة الوطنية الفلسطينية. وأضاف الصحافي الاسباني بأن استمرار الهجمات الإسرائيلية الوحشية يدفع للتفكير في أن الكثير من الفلسطينيين سوف ينضمون لصفوف حماس للانتقام من إسرائيل.

أشار إلى أن إسرائيل ربما فقدت باغتيال إسماعيل هنية قيادي بحركة حماس يتسم بالاعتدال في توجهاته، وفي حرصه على إنجاح المفاوضات الرامية لوقف العمليات العدائية، فضلا عن أنه كان لديه علاقات قوية مع حكومات من مختلف دول العالم، وأضاف بأن إزاحة هذا القيادي ربما تأتي ببديل أكثر تشددا مثل يحيى السنوار يهدد بالتوصل لأي نوع من التفاهم مع إسرائيل.

ذكر الكاتب الصحفي الإسباني بأن اغتيال إسماعيل هنية يؤكد على أن الأسرى المتواجدون تحت قبضة حماس لا يعنون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في شيء، مهما استمرت احتجاجات ومطالبات أسر هؤلاء الرهائن أمام مقر إقامة المسؤول الإسرائيلي المذكور. كما كشفت عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بأن بنيامين نتنياهو يميل إلى تأجيج التصعيد في الإقليم، على الرغم من أن إسرائيل تُدرك بأن امكانياتها العسكرية والاقتصادية محدودة إذا ما واجهت كافة أعدائها في المنطقة بشكل مجتمع، خاصة وأن تل أبيب تواصل اعتمادها على التسليح الأمريكي، ولم تنتهي بعد من حربها داخل قطاع غزة.

أشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يواصل اللعب بالنار، ويسير عكس مصالح بلاده فقط من أجل إطالة أمد الصراع كي يبقى في السلطة، ويتجنب أن يضطر للدعوة لعقد انتخابات مبكرة في إسرائيل، أو إلى المثول أمام العدالة، لاسيما وأنه لايزال لديه أمل في أن يعود دونالد ترامب لرئاسة الولايات المُتحدة الأمريكية، ويدعم هذه المسؤول الأمريكي طموحاته وأحلامه.