اغتيال إسماعيل هنية والقيادات الحليفة لإيران يأتي في إطار مساعي إسرائيل لإشعال المنطقة، والزج بالولايات المُتحدة الأمريكية في مواجهة عسكرية مباشرة مع طهران

الكاتب الصحفي والاستاذ الجامعي الإسباني إغناثيو ألباريث أوسورريو

الاثنين 5 اغسطس 2024 م ، وكالات أنباء

نشر الكاتب الصحفي الإسباني، إغناثيو ألباريث أوسورريو، – أستاذ الدراسات العربية والإسلامية بالجامعة الإسبانية UCM في مدريد- مقالا صحفيا بجريدة eldiario.es الرقمية، ، تحت عنوان: “من بيروت إلى طهران: أولوية إسرائيل هي إشعال منطقة الشرق الأوسط”، حيث اعتبر الصحافي المذكور بأن اغتيال إسماعيل هنية في طهران يكشف عن ذلك “السر المُعلن للحكومة الإسرائيلية، وهو أنها ترغب باغتيال القيادات الإسلامية والفلسطينية في إشعال النيران بمنطقة الشرق الأوسط، والزج بالولايات المتحدة الأمريكية في حرب ضد إيران، وذكر بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي يثق في أن توسيع دائرة الصراع في المنطقة سيخدمه كغطاء يتستر خلفه لإتمام عملية تدمير قطاع غزة والقضاء على سكان هذا القطاع بعد الحصول مؤخرا على المباركة والدعم الأمريكي لذلك.

وأشار الصحافي الاسباني إلى أن إسرائيل تتبع سياسة “كلما ازداد الأمر سوءا، يكون ذلك أفضل”، وهو ما اتضح في تعودنا على رؤية الجيش الإسرائيلي يقصف يوما دمشق ثم في يوم آخر بيروت، وفي اليوم التالي طهران، كما أن الاستخبارات الإسرائيلية كانت قد حذرت بأنها ستقتل قيادات حركة حماس في أي مكان سواء كان ذلك في غزة أو الضفة الغربية أو لبنان أو تركيا أو قطر.

صورة أرشيفية،وكالة انباء

ذكر بأن إسرائيل اختارت اغتيال إسماعيل هنية في طهران تحديدا وذلك كي تثبت وجود ثغرات أمنية بين صفوف الحرس الثوري الإيراني، وتبرهن في الوقت ذاته على كفاءة الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية. وأضاف بأن اختيار مكان اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس كان الهدف منه هو عدم الدخول في صدام مع السلطات القطرية أو التركية، لاسيما وأن القيادي الفلسطيني كان يقيم بين الدوحة و إسطنبول تحت إجراءات أمنية مُشددة.

أضاف بأن إسرائيل قد نجحت في العقدين الماضيين في التخلص من خصمائها الرئيسيين في المنطقة، لاسيما بعدما تحولت كل من العراق و سوريا لتكون دول فاشلة، لتصبح إيران وحلفائها في المنطقة – حزب الله وحركة حماس والحوثيين في اليمن- هم العائق الوحيد الذي يقف في وجه التمدد والتوسع الإسرائيلي في المنطقة، الذي تسعى من خلاله إسرائيل لتوريط الولايات المتحدة الأمريكية في مواجهة مباشرة مع طهران.

اختتم الصحافي الإسباني مقاله مؤكدا بأنه “على الرغم من أن السلطات الإيرانية قد تعهدت بالانتقام، إلا أن هذه السلطات تعرف حدوها، ولا يمكن أن تقع في الفخ الذي تنصبه إسرائيل، خاصة وأن ذلك سيعني حفر قبورهم بأيديهم”، وهو ما يُرجح بأن يكون الرد الإيراني محدود للغاية بإطلاق مئات الصواريخ ضد قواعد عسكرية إسرائيلية دون أن تتسبب هذه الهجمات في إحداث خسائر بشرية.