ردود الأفعال في وسائل الإعلام الإسبانية على اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس

صورة مصدرها وكالات أنباء

السبت 3 اغسطس 2024 م ،وكالات أنباء

على الرغم من أنه لم يصدر حتى الآن أي تعليق أو تصريحات عن حكومة إسبانيا أو وزارة الخارجية الإسبانية حيال اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، أوعن أي من الأحزاب السياسية الإسبانية، سواء كانت اليسارية الحاكمة بقيادة الحزب الاشتراكي PSOE او اليمينية المُعارضة، إلا أن سفارة فلسطين في إسبانيا قد نشرت عبر حسابها بمنصة X باللغة الإسبانية البيان الرسمي الصادر عن رئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية، الذي يدين فيه “رئيس دولة فلسطين محمود عباس وبأشد العبارات اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، ورئيس الوزراء الأسبق، إسماعيل هنية”. ووصفت خلاله عملية الاغتيال بأنها “عمل جبان وحدث خطير”، وانتهى البيان بدعوة “جموع الشعب الفلسطيني للاتحاد والصبر ومواصلة مقاومة الاحتلال الإسرائيلي”.

علقت المحطة الإذاعية المحلية الإسبانية Cadena SER على اغتيال إسماعيل هنية، ووصفت مقتله بأنه سيزيد من أمد الصراع ويغلق جميع الأبواب التي كانت مفتوحة للتوصل لاتفاق لوقف لإطلاق النار في قطاع غزة، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذي باتوا في خطر أكبر بعد هذه الأحداث الأخيرة. وأضافت المحطة الإذاعية الإسبانية بأن عملية الاغتيال ستفتح جبهة جديدة من المواجهات بين إيران و إسرائيل، اللتان لا تتوقفان عن تبادل الاتهامات والتهديدات التي ستؤدي جميعها إلى انهيار الوضع الأمني والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، خاصة وأن يُنتظر أن تكون هناك عمليات انتقامية إيرانية ضد المصالح الإسرائيلية أو الأمريكية في المنطقة، وذلك على الرغم من أن الولايات المُتحدة الأمريكية كانت قد أكدت على أنها لم تكن على علم بعملية الاغتيال المذكورة، أو أنها قد شاركت في تنفيذها.

فيما وصفت صحيفة El País الإسبانية اغتيال إسماعيل هنية بأنه بمثابة “َضربة قاسية” لحركة حماس، سيكون لها تأثير واضح على تمدد الصراع في المنطقة. وأضافت بأنه على الرغم من اعتراف إسرائيل بوقوفها وراء عملية اغتيال القيادي بحزب الله فؤاد شكر في بيروت، إلا أنها امتنعت عن التعليق على حادث اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، رغم تأكيد هذه الحركة و إيران على أن هذه العملية تقف ورائها إسرائيل واستخباراتها. وأشارت الصحيفة الإسبانية إلى أن هناك حالة من القلق البالغ داخل إسرائيل اتضحت في إلغاء عدد كبير من رحلات الطيران، وفي مناشدة المواطنين الإسرائيليين في المناطق المتاخمة للبنان بالدخول إلى الملاجئ، وأضافت بأنه من بين الأهداف الرئيسية للحكومة الإسرائيلية من الحرب على غزة هو استعادة الرهائن والقضاء على حركة حماس سياسيا وعسكريا، وهو الأمر الذي لا تزال تُشكك قيادات في الجيش الإسرائيلي في إمكانية تحقيقه، لاسيما وأن حركة حماس ربما تعود للتفكير في إعدام الرهائن كرد على مقتل إسماعيل هنية، وهو ما سيعصف بشكل كامل بالمفاوضات بين الطرفين لوقف إطلاق النار وتحرير هذه الرهائن.

ومن جانبها، نشرت صحيفة Público الرقمية الإسبانية مقالا صحفيا تحت عنوان “اغتيال زعيم حركة حماس في إيران ينسف أي هدنة محتملة في غزة، ويفتح الأبواب أمام الفوضى في منطقة الشرق الأوسط”، حيث اعتبرت الصحيفة الإسبانية بأن اغتيال إسماعيل هنية يسمح لرئيس الوزراء الإسرائيلي لاستكمال اجتياحه لقطاع غزة، وسيتسبب في زيادة الضغط من رجال الدين الإيرانيين على الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزكشيان الذي أصبح مطالبا بالرد على إسرائيل. وأضافت الصحيفة الاسبانية بأن عدم علم الولايات المتحدة الأمريكية واستخباراتها بعملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس هو أمر غير مُحتمل، وذلك على الرغم من أن البيت الأبيض قد سارع في إنكار مشاركته في هذه العملية. وذكرت بأن عملية الاغتيال المذكورة ستعني على الأرجح انهيار أي فرصة لهدنة في غزة، فضلا عن أنها ستعني صدور أحكام بإعدام الرهائن الإسرائيليين – بعضهم أمريكان- الذين يتواجدون حتى الآن تحت قبضة حركة حماس.

فيما أشارت صحيفة ABC الإسبانية إلى أن مقتل إسماعيل هنية هو بمثابة التخلص من أكثر القيادات في حركة حماس اعتراضا على التوصل لاتفاق لتحرير الرهائن الإسرائيليين، إلا أن عملية الاغتيال تُزيد من مخاوف المجتمع الدولي و الولايات المُتحدة الأمريكية من أن يشهد الصراع مزيدا من التصعيد بفتح جبهات جديدة من المواجهات في منطقة الشرق الأوسط. وذكرت الصحيفة المحلية الإسبانية بأن مقتل إسماعيل هنية سيتسبب في كل الأحوال في تعطيل التوصل لوقف لإطلاق النار في قطاع غزة، وسيسمح لإيران بمواصلة تهديدها لإسرائيل في المنطقة بتنفيذ عمليات انتقامية يُتوقع أن يرد عليها الجيش الإسرائيلي بكل قوة، مما سيزيد من حدة التوتر وانهيار الأمن والاستقرار الإقليمي في هذه المنطقة.