توقيع عقوبة السجن لمدة 18 عاما على المُسن الإسباني الذي أرسل طرود مُفخخة لقصر الحكومة الإسبانية ووزارة الدفاع والسفارات الأمريكية والأوكرانية في إسبانيا

صورة أرشيفية،وكالة انباء

الثلاثاء   23 يوليو 2024 م ، وكالات أنباء

قضت المحكمة الوطنية الإسبانية بتاريخ 23 يوليو 2024م بتوقيع عقوبة السجن لمدة18  عاما بحق المواطن الإسباني المُسن المدعو بومبيو غونثالث، المُتهم بإرسال طرود مفخخة وخطابات بها مواد نارية ومتفجرة لعدد من مؤسسات الدولة في إسبانيا، بينها قصر الحكومة الإسبانية ووزارة الدفاع، إلى جانب كل من سفارتي الولايات المُتحدة الأمريكية وأوكرانيا في العاصمة مدريد.

وقع قضاة المحكمة الوطنية عقوبة السجن على المذكور بعدما وُجهت إليه اتهامات بالإرهاب عقوبة 10 سنوات سجن بهدف إثارة الرأي العام والضغط على الحكومات الإسبانية والأمريكية للتوقف عن مواصلة تقديم الدعم لصالح أوكرانيا، وتصنيع وحيازة وإرسال طرود مفخخة بها مواد حارقة ونارية 8 سنوات سجن، وذلك على الرغم من مطالبة النيابة العامة بتوقيع عقوبة بالسجن بحق المذكور تصل إلى 22 عاما، في حين طالبت جمعية ضحايا الإرهاب AVT بتوقيع عقوبة بالسجن لمدة 24 عاما.

صورة أرشيفية،وكالة انباء

 كانت التحقيقات مع المتهم المذكور – الذي نجحت في توقيفه الشرطة الإسبانية في تاريخ 25 يناير 2023م- قد كشفت تورطه في إرسال طرود مفخخة خلال شهر نوفمبر من عام 2022م إلى كل من السفارة الأوكرانية ورئيس الوزراء الاسباني ووزيرة الدفاع الاسبانية والقاعدة الجوية العسكرية بمدريد Torrejón de Ardoz وشركة الصناعات الحربية الاسبانية Instalaza بمدينة سرقسطة-. وأفادت نفس التحقيقات بأن الموقوف هو رجل إسباني مسن ومتقاعد يبلغ من العمر 74 عاما، ويعيش ببلدية Miranda de Ebro بمحافظة Burgos في شمال إسبانيا، وأنه ذكر بأنه كان يعمل بشكل منفرد وليس من خلال شبكة أو تنظيم، وكان يقوم بتصنيع تلك الطرود الحاملة لمواد نارية وحارقة داخل منزله. وأظهرت كذلك التحقيقات بأن الموقوف هو شخص نشط جدا على مواقع التواصل الاجتماعي، ولدية معرفة جيدة بالتقنيات الحديثة وباستخدام التطبيقات الاليكترونية المختلفة، فيما أكد مجلس بلدية Vitoria بأنه كان موظفا في هذه الهيئة الحكومية حتى تقاعد في عام 2013م. وذكرت الأجهزة الأمنية الاسبانية بأن الموقوف ليست له سوابق جنائية، أو أنه على صلة بأي من الكيانات أو الأحزاب السياسية.

صورة أرشيفية،وكالة انباء

تجدر الاشارة بأن وزير الداخلية الاسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا، كان قد قام في تاريخ 3 ديسمبر 2023م بإرسال خطاب إلى نظرائه بمختلف دول الاتحاد الأوروبي وإلى رئيس المفوضية الأوروبية والمديرة التنفيذية لشرطة تطبيق القانون الأوروبية يوروبول ومنسق مكافحة الإرهاب بالاتحاد الأوروبي، يحذر من خلاله من “إمكانية وجود علاقة بين الغزو الروسي لأوكرانيا” وارسال طرود بها مواد نارية حارقة إلى مقرات البعثات الدبلوماسية لأوكرانيا والولايات المتحدة الأمريكية في مدريد ومنشئات عسكرية اسبانية، وإلى كل من رئيس الحكومة الإسبانية ووزيرة الدفاع. وأكد بأن وزارة الداخلية الاسبانية “لا تزال تنتظر الانتهاء من التحقيقات وإعلان نتائج تحليل الخبراء بالشرطة الاسبانية لمحتويات جميع الطرود المجهولة المُرسلة التي تتشابه جميعها في الخصائص الشكلية وفي محتواها الداخلي”. واعتبر بأنه “من الضروري إخطار المؤسسات الأوروبية والدول الأعضاء والشركاء بالاتحاد الأوروبي بهذه الاحداث التي يمكن أن تكون لها علاقة بغزو روسيا لأوكرانيا، وذلك للوقوف على تقييم كيفية التعامل المحتمل في حالة تكرار مثل هذه الاحداث في دول أخرى”. وأضاف بأن وزارة الداخلية الاسبانية قد “قامت بتعزيز الإجراءات الأمنية حول مختلف البعثات الدبلوماسية الموجودة في إسبانيا”.

على الرغم من عدم تصريح الأجهزة الأمنية والحكومة الائتلافية الاسبانية بشكل علني وواضح عن احتمالية تورط أيادي روسية في إرسال هذه الطرود المجهولة بغرض ترهيب السفارات الأوكرانية في الخارج وتلك المنشئات والشخصيات التي تقدم الدعم الدبلوماسي والسياسي والعسكري إلى أوكرانيا، إلا أنه كان هناك توجه عام بين وسائل الاعلام المحلية في إسبانيا يلوح بضلوع محتمل لروسيا في وصول هذه الطرود إلى السفارات الأوكرانية وتشابه تلك الحوادث مع أخرى وقعت في بلدان أوروبية تدعم أوكرانيا في مواجهة الحملة العسكرية الروسية.