حزب VOX يلغي شراكاته السياسية مع الحزب الشعبي PP في جميع الحكومات المحلية بإسبانيا

صورة أرشيفية،وكالة انباء

السبت  13 يوليو 2024 م ، وكالات أنباء

أعلن رئيس الحزب اليميني المُتشددVOX، سانتياغو أباسكال، بتاريخ11 يوليو 2024م، بأنه سيلغي التحالف والشراكة السياسية التي تجمعه بنظيره اليميني المُحافظ الحزب الشعبي PP، داخل مختلف الحكومات المحلية والبلديات بجميع الأقاليم الإسبانية الخاضعة لنظام الحكم الذاتي، وذلك احتجاجا على توصل الحزب الشعبي PP إلى اتفاق مع الحزب الاشتراكي الحاكم PSOE، يقضي بالبدء في اتخاذ الاجراءات اللازمة لتفعيل إصلاحات على قانون شؤون الأجانب والهجرة غير النظامية، والتوافق بشأن ضرورة تطبيق توزيع عادل فيه مراعاة لحقوق الانسان والتضامن مع المهاجرين غير الشرعيين من الأطفال والقصر الذين يصلون إلى الأراضي الإسبانية في مراكب صغيرة، يتعرض الكثير منها لحوادث غرق قرب السواحل الإسبانية مما يودي بحياة هؤلاء المهاجرين الصغار.

صورة أرشيفية،وكالة انباء

أقدم بذلك حزب VOX على إلغاء تحالفاته السياسية وخروج قياداته من الحكومات المحلية في الأقاليم الإسبانية التي يُشارك فيها الحزب الشعبي PP الحكم، والتي وافقت على مُساعدة إقليم جزر الكناري تحديدا على تخفيف أعباء توافد المهاجرين من القصر والأطفال توزيع ما يقرب من 400 من هؤلاء المهاجرين على هذه الأقاليم، وهي كل من الأقاليم الخمسة فالنسيا واكستريمادورا وكاستييا إي ليون وأراغون وجزر البليار.

جاء قرار الحزب اليميني المُشتدد VOX بعدما استشعر هذا الحزب وجود تقارب وتفاهم سياسي بين الحزبين الكبيرين في إسبانيا، وهما كل من الحزب الشعبي اليميني PP والحزب الاشتراكي اليساري PSOE، في بعض الملفات الأساسية ومنها تجديد المجلس العام للسلطة القضائية CGPJ، والشبكة القومية للإذاعة والتليفزيون الإسباني RTVE، وعقد تحالفات داخل البرلمان والاتحاد الأتوروبي.

صورة أرشيفية،وكالة انباء

وتسبب قرار الحزب اليميني المُتشدد VOX في انقسام حاد داخل صفوفه وبين قياداته التي تمسك بعضها بالبقاء في مناصبهم داخل الحكومات المحلية بالأقاليم الخمسة سالفة الذكر، كذلك في المجالس الحاكمة في بعض البلديات الإسبانية، فيما ذهب آخرون لتقديم استقالتهم من حزب VOX والبقاء في مناصبهم بالإدارات الحكومية التي يهيمن عليها الحزب الشعبي PP في أقاليم الحكم الذاتي المذكورة.

ارتياح داخل صفوف الحزب الشعبي اليميني المُحافظ، وقوى التيار اليساري تُبارك خروج اليمين المُتشدد من السلطة والحكم في 5 أقاليم خاضعة للحكم الذاتي في إسبانيا.

تسبب خروج الحزب اليميني المتشدد VOXوقياداته من مناصبهم في 5 حكومات محلية بالأقاليم الإسبانية في حالة من الارتياح بين القيادات وأعضاء الحزب الشعبي PP اليميني المُحافظ، الذي ذكر بأنه لن يقبل أي محاولات للضغط عليه من جانب حزب VOX، ولن يخضع للإملاءات هذا الحزب الذي لا تتوافق سياساته مع روح التضامن التي دائما ما كانت تتحلى بها الحكومات الإسبانية المختلفة، لاسيما فيما يتعلق بملف المهاجرين غير النظاميين من القصر والأطفال.

صورة أرشيفية،وكالة انباء

فيما اعتبرت قوى التيار اليساري الحاكمة في إسبانيا، وفي مقدمتها الحزب الاشتراكي PSOE، بأن خروج حزب VOX من الحكومات المحلية بالأقاليم الإسبانية، وترك الحزب الشعبي اليميني المحافظ PP يحكم منفردا في هذه الأقاليم، بأنه يعد بمثابة خبر سار للشعب الإسباني وحقوقه، بعدما انفصل عن هذه الحكومات حزب لا يؤمن بالحقوق الأساسية للمواطنين، ويهدد الحريات العامة، ويُحرض على الكراهية والعنصرية في إسبانيا. وأكدت قوى التيار اليساري المختلفة في البلاد على أنها تأمل أن يواصل الحزب الشعبي اليميني المُحافظ  PP التفاهم والتقارب معها من أجل وضع حلول جادة لقضايا تهم المواطنين وتمس أمن واستقرار إسبانيا، وفي مقدمتها ملف الهجرة غير النظامية، وإجراء اصلاحات على قانون شؤون المهاجرين، وعلى قانون انتخاب أعضاء المجلس العام للسلطة القضائية لضمان الحيادية والاستقلالية اللازمة للسلطة القضائية في البلاد.

صورة أرشيفية،وكالة انباء

تشير جميع الشواهد إلى أن قرار الحزب اليميني المُتشدد VOX قد جاء بعدما استشعر هذا الحزب بأن هناك بوادر على عودة التفاهم والتحالف السياسي بين الحزبين الكبيرين في إسبانيا،  وهما كل من الحزب الشعبي اليميني PP والحزب الاشتراكي اليساري الحاكم PSOE، وتحديدا بعد الانتخابات الأوروبية الأخيرة، وتوافق الحزبين في وقت سابق بشأن اختيار القيادات الرئيسية في مختلف المؤسسات الأساسية بالاتحاد الأوروبي والآن في إسبانيا، وهو التفاهم الذي سيعني ابعاد حزب VOX عن السلطة في البلاد وداخل الاتحاد الأوروبي، ويمثل تمهيدا لعدم الحاجة لدعمه في وقت لاحق كي يبقى الحزب الشعبي على رأس السلطة في الحكومات المحلية بأقاليم الحكم الذاتي الإسبانية، وهو ما يعني بأن المُستقبل ربما يشهد الاستغناء عن هذا الحزب اليميني المُتشدد، وإبعاده تدريجيا من دوائر صنع القرار والتأثير السياسي في إسبانيا.