التعامل مع ملف الهجرة غير النظامية يُعمق الخلاف بين الحزبين الحاكم والمُعارض في إسبانيا

صورة أرشيفية ، وكالة أنباء Europa press

الاحد 7 يوليو 2024 م ، وكالة أنباء Europa press

طالبت وزيرة الدفاع الإسبانية، مارغاريتا روبليس، المُتحدث الرسمي باسم الحزب الشعبي PP اليميني المُعارض داخل البرلمان، ميغيل تييادو، بأن يتحلى هذا المسؤول وحزبه السياسي بالمسؤولية وأن يحترم القوات المُسلحة الإسبانية، ويتراجع عن تصريحاته التي أطلقها في وقت سابق واقترح خلالها بأن يتم نشر وحدات من القوات البحرية الملكية الإسبانية عند الحدود البحرية لإسبانيا من أجل منع وصول قوارب المهاجرين غير النظاميين إلى الأراضي الإسبانية.

طالبت كذلك المسؤولة الإسبانية بأن يتصرف الحزب الشعبي PP كحزب دولة، يعرف القوانين السائدة في إسبانيا، ودعت هذا الحزب لمراجعة المادة 8 من الدستور الإسباني التي تُحدد مهام القوات المُسلحة الإسبانية، والتي يأتي في مقدمتها الدفاع عن السلام والحرية وأمن البلاد، والتحلي بالتعامل الآدمي مع مختلف المواقف وبشكل دائم، مؤكدة على أن الجيش الاسباني لا يفكر على الإطلاق في نشر قواته لمنع وصول المهاجرين غير الشرعيين إلى إسبانيا، وأن هذا الجيش لا يخضع لإملاءات الحزب الشعبي في أي حال من الأحوال.

ناشدت الحزب الشعبي المُعارض بالتوقف عن “منافسة” الحزب اليميني المُتشدد VOX فيما يتعلق بكيفية إدارة الهجرة غير النظامية، وتبني نفس سياسات هذا الحزب المُتطرف، الذي يجهل ما جاء في الدستور الإسباني ولا يُدرك الدور الحقيقي للقوات المُسلحة الإسبانية، وموقف إسبانيا المنفتح والمُتسامح دائما في التعامل مع ملف الهجرة غير الشرعية.

فيما علقت النائبة الأولى لرئيس الحكومة الإسبانية، ماريا خيسوس مونتير، على ما سبق قائلة بأن الحزب الشعبي PP يعكس في مواقفه “انعدام الإنسانية مثله مثل الحزب اليميني المُتشدد VOX”، لاسيما وأن هذه الكيانات السياسية تدعم “وبشكل مخزي” استخدام العنف والقوة ضد “قُصر وصغار من الأطفال يصلون إلى إسبانيا وهم يعانون من سوء التغذية، ويعيشون أوضاعا مفجعة”.

وأضافت المسؤولة الإسبانية مُتسائلة: “هل يريد الحزب الشعبي أن نرسل سفينة حاملة للطائرات لقصف وإغراق قوارب المهاجرين غير النظاميين التي تكتظ بالأشخاص والنساء والأطفال؟، هل يريد هذا الحزب أن نرسل سفن عسكرية لمكافحة وصول قوارب من الخشب وتدميرها؟ وناشدت رئيس الحزب الشعبي اليميني المُعارض، ألبرتو نونييث فييخو، بأن يُطالب الحكومات المحلية بأقاليم الحكم الذاتي في إسبانيا – لاسيما تلك التي يحكم فيها حزبه السياسي- بأن تتضامن مع إقليم جزر الكناري في جنوب إسبانيا من أجل التعامل مع وصول المهاجرين وتوزيعهم بشكل عادل على باقي الأقاليم الإسبانية الأخرى.

وفي نفس هذا الصدد، أعربت وزيرة الاندماج والتأمينات الاجتماعية بالحكومة الإسبانية، إيلما سايث، عن رفضها لهذا الخطاب الذي وصفته بأنه “عنصري ويحرض على الكراهية” الذي ينتهجه الحزب الشعبي اليميني، وشددت على أن مقترح هذا الحزب للتعامل مع وصول المهاجرين غير النظاميين هو مقترح “جدير بالإدانة”، مطالبة الحزب المذكور بتصحيح هذه التصريحات التي تُشبه تلك التي يُطلقها الحزب اليميني المُتشدد VOX. وأضافت المسؤولة الإسبانية بأن هؤلاء الذين يصلون إلى السواحل الاسبانية هم أشخاص يلقون بأنفسهم في البحر ويعرضون حياتهم للخطر للبحث عن مستقبل أفضل، هاربين من الحروب والاضطهاد وعدم المساواة.

ويستمر شكل التعامل مع إدارة ملف الهجرة غير النظامية في تعميق الخلاف السياسي بين الحزبين الرئيسيين في إسبانيا، وهما كل من الحزب الاشتراكي الحاكم PSOE والحزب الشعبي اليميني المُعارض PP، حيث يدافع الأول عن أن تحسين إدارة الهجرة يأتي من خلال تفعيل سياسيات تدعم التعاون والمشاركة في التنمية في تلك البلدان الطاردة والمُصدرة للمهاجرين، إلى جانب الدول التي يمر من خلالها هؤلاء المهاجرين قبل الوصول لإسبانيا – وتحديدا المغرب ودول الساحل الإفريقي-، وهي السياسات التي تُسهم – وفقا للحزب الاسباني الحاكم- في تقليل وصول المهاجرين غير النظاميين وضمان حقوقهم الإنسانية. فيما يُدافع الحزب الاسباني المُعارض عن ضرورة التعامل بحزم أكبر مع وصول المهاجرين غير الشرعيين إلى الأراضي الإسباني، بما في ذلك اللجوء إلى استخدام القوة المُسلحة، على اعتبار أن توافد أعداد كبيرة من المهاجرين غير النظاميين يتسبب في التأثير سلبا على أمن واستقرار الأقاليم الإسبانية الساحلية التي تصل إليها قوارب الهجرة غير الشرعية.