نجاح القوة الناعمة السعودية، والحفاظ على التوازن في التعاون مع روسيا والولايات المُتحدة الأمريكية

الاربعاء 19 مارس 2025 ، وكالات أنباء

كتبت الصحافية الإسبانية فيكتوريا غارثيا بالصفحة الرسمية للمحطة الإذاعية المحلية Cadena SER مقالا صحفيا تحت عنوان “لماذا تستضيف المملكة العربية السعودية مفاوضات السلام حول أوكرانيا؟”، حيث أشارت إلى أن السعودية “تسعى بأن تتحول لتكون لاعبا عالميا محوريا قادرا على التوسط بنجاح في مختلف الصراعات العالمية، فضلا عن أن السعودية تجمعها علاقات تعاون واستثمارات بين طرفي هذا الصراع وهما كل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية”.

ذكرت بأن ولي العهد السعودي قد نجح خلال السنوات الماضية في “الحفاظ على هذا التوازن” في العلاقات مع كل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ففي الوقت الذي لم يتوقف فيه عن ضخ المزيد من الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة الأمريكية، وقف إلى جانب الرئيس الروسي “ولم يرضخ لتلك الضغوط الغربية بعزل هذا الرئيس على المستوى الدولي”، وظل يتعاون مع الإدارة الروسية في احكام السيطرة على التوريد العالمي للنفط.

أضافت بأن “ولي العهد السعودي راهن على تغليب الدبلوماسية، لينجح في وضع بلاده في مقدمة المفاوضات الدولية لحل الصراعات، ليسحب البساط في ذلك عن تركيا”، وذكرت بأن ولي العهد السعودي قد نجح كذلك في أن تصبح “السعودية هي المكان المُناسب سواء كان للولايات المُتحدة الأمريكية أو روسيا للتفاوض بشأن أوكرانيا، ونجح بذلك الشاب السعودي صاحب الـ 39 عاما في قيادة تحويل بلاده الغنية بالبترول وتاريخها الذي هيمنت عليه الحركات الإسلامية الأصولية إلى دولة قادرة على تعزيز القوة الناعمة باستغلال ثرائها الكبير”. وأشارت إلى أن “السعودية نجحت في إظهار حيادية في تعاملها مع مختلف الصراعات العالمية، وابتعدت عن الدخول في حروب، لتُركز على جذب الملايين من المستثمرين إلى أراضيها”.

ذكرت بأن “هذه السياسات السعودية الجديدة قد اتضحت في انسحاب المملكة العربية السعودية بشكل كبير من اليمن بعد سنوات طويلة من الحرب، وذهابها لاستعادة العلاقات الطيبة مع إيران، في الوقت الذي حافظت فيه على روابط تجارية هامة مع كل من الصين وروسيا، وانفتحت في الوقت ذاته على تعاون أكبر مع مختلف الدول الغربية”، وأضافت “فبجانب تلك المسابقات الرياضية الدولية والمحافل الموسيقية والفنية، تواصل السعودية البحث عن نقل صورة بأنها دولة تدعم السلام في العالم، بتنظيم واستضافة اجتماعات ومؤتمرات لمانحي المساعدات، ومؤتمرات أخرى لدعم السلام والأمن”.

اترك تعليقا