
تظاهر المئات من الصحراويين في مدريد للمطالبة بحق تقرير المصير وتطبيق أحكام محكمة العدل الأوروبية في منطقة الصحراء الغربية
- ۱۸ نوفمبر، ۲۰۲٤
- سياسة
- 0 Comments
صورة مصدرها وكالة أنباء Europa Press
الاثنين 18 نوفمبر 2024 ، وكالات أنباء
خرج المئات من المتظاهرين في مسيرة شعبية بوسط العاصمة الإسبانية مدريد بتاريخ 16 نوفمبر 2024م، وذلك لمطالبة الحكومة الإسبانية الحالية بقيادة حزب العمال الاشتراكي PSOE بالاعتراف بحق سكان منطقة الصحراء الغربية في تقرير مصير هذه المنطقة واستقلالها عن المغرب وبتطبيق الأحكام القضائية الصادرة في هذا الشأن عن محكمة العدل بالاتحاد الأوروبي.

دعت لخروج هذه المسيرة جمعيات ومنظمات حقوقية وإنسانية تدافع عن حقوق الصحراويين في إسبانيا، ومن بينها كل من اتحاد الجمعيات المُتضامنة مع منطقة الصحراء CEAS-Sahara واتحاد جمعيات مدريد الصديقة للشعب الصحراوي FEMAS – بعد الحصول على موافقة مُسبقة من قبل مفوضية الحكومة المركزية بإقليم مدريد التي وجهت وزارة الداخلية بنشر قوات للأمن والشرطة لتأمين هذه المسيرة الشعبية، وحماية المنشآت الحيوية والحساسة والمرافق العامة، ولم تشهد المسيرة المذكورة أي أعمال شغب أو عنف أو اشتباكات مع أفراد الشرطة الإسبانية.
قام المسؤولون بالجمعيات المُدافعة عن حقوق الصحراويين بقراءة بيان أثناء المسيرة يؤكدون خلاله على أن “إسبانيا لديها دين تاريخي وأخلاقي مع سكان منطقة الصحراء الغربية”، وطالبوا الحكومة الإسبانية الحالية بأن “تتحلى بالشجاعة في تحمل مسؤوليتها باعتبارها قوة تدير شؤون هذه المنطقة باتخاذ خطوات أكثر صرامة من أجل إيجاد حل يُحترم من خلاله حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره”. فيما أكد بعض المتظاهرون بأن “ما تعيشه غزة اليوم هو نفس ما تعيشه منطقة الصحراء الغربية منذ نحو 50 عاما”.

وشارك في هذه المسيرة قيادات سياسية إسبانية جاءت في مقدمتها المُتحدثة الرسمية باسم الحزب اليساري Podemos والنائبة بالبرلمان الأوروبي ايسا سيرا التي أكدت بأن إسبانيا لديها مسؤولية تاريخية تجاه منطقة الصحراء الغربية وسكانها، ووصفت بأنه من المخزي ويعد بمثابة خيانة ما قامت به الحكومة الإسبانية من ثلاث سنوات من تحول في هذا الشأن” بالتأكيد على دعمها لخطة المغربية للحكم الذاتي في هذه المنطقة، ووصفت هذا التحول بأنه “ينتهك القانون الدولي، ويضع الشعب الصحراوي تحت قبضة النظام المغربي الديكتاتوري”، وأضافت بأن حزبها السياسي سيواصل الضغط على الحكومة الإسبانية ومن داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي من أجل فرض الالتزام بما جاء في القانون الدولي وبتلك الأحكام الصادرة عن محكمة العدل الأوروبية بشأن منطقة الصحراء الغربية.

ومن جانبه أكد المُتحدث الرسمي باسم حزب اليسار المُتحد IU داخل البرلمان الإسباني بأن حزبه السياسي “مُلتزم بدعم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره”، كما أن هذا الحزب سيطالب بضرورة الوفاء بقرارات الأمم المُتحدة في هذا الشأن ومنح الصحراويين الحق في عقد استفتاء لتقرير المصير واستقلال منطقة الصحراء الغربية عن المغرب.
تواصل قوى التيار اليساري المُمثلة في الوقت الراهن في كل من حركة اتحاد قوى اليسار Sumar وحزب Podemos التأكيد على رفضها لما تعتبره بمثابة رضوخ الحكومة المركزية الحالية في إسبانيا بقيادة الحزب الاشتراكي PSOE لإملاءات النظام الحاكم في المغرب، ودعم هذه الحكومة للخطة المغربية لنظام الحكم الذاتي في منطقة الصحراء الغربية، مقابل أن تضمن حكومة إسبانيا وفاء السلطات المغربية في الحفاظ على التعاون الأمني الثنائي من أجل التصدي لنزوح المهاجرين غير النظاميين والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب ورصد نشاط العناصر الإرهابية، حيث تعتبر الأحزاب اليسارية في إسبانيا بأن هذه التنازلات يقابلها انتهاك دعم إسبانيا التاريخي لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره واستقلال منطقة الصحراء الغربية عن المغرب