حداد في إسبانيا تضامنا مع ضحايا سيول ما تعرف بـ”القطرة الباردة” أو إعصار دانا الإسباني المُدمر

  • ۳۱ أكتوبر، ۲۰۲٤
  • حوادث
  • 0 Comments

الخميس 31 اكتوبر 2024 م ، وكالات أنباء

تعرضت مدن وبعض القرى التابعة لكل من إقليمي فالنسيا وكاستيا لامانشا في شرق ووسط إسبانيا ومنذ تاريخ 29 أكتوبر 2024م لخسائر مُدمرة وجسيمة طالت الطرقات والشوارع والأحياء والغابات والمناطق التي فاضت فيها المجاري المائية والانهار، وانهارت فيها بعض الجسور من الارتفاع الكبير لمنسوب المياه وتدفقها المتسارع الذي أحدث تلفيات هائلة داخل هذه المدن والقرى، وذلك جراء الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات التي وقعت في تلك المناطق وتسببت إلى جانب هذا الدمار الشامل للبنية التحتية لهذه المدن والقرى في سقوط حتى الآن ما يزيد عن 155 قتيل، وهو ما أجبر الحكومة الإسبانية على الإعلان عن تشكيل لجنة حكومية لإدرة الأزمة برئاسة النائبة الأولى ووزيرة المالية بالحكومة الإسبانية، والإعلان كذلك عن الحداد الرسمي في جميع أرجاء البلاد خلال الفترة ما بين 31 أكتوبر – 2 نوفمبر 2024م وتنكيس أعلام إسبانيا فوق كافة المنشآت العامة والحكومية، والسماح بتدخل وحدات الطوارئ للجيش الإسباني UME للمساعدة في عمليات الإنقاذ وانتشال الجثامين التي بلغت حتى الآن 155 شخص والبحث عن المفقودين، في الوقت الذي ذهبت فيه الحكومات المحلية بالأقاليم المذكورة لإعلان هذه القرى والمدن مناطق كوارث طبيعية، لتتضامن معها أقاليم إسبانية أخرى وتعرض تقديم المُساعدة العينية والدعم، فيما تم تفعيل بروتوكول المساعدات المالية من قبل صناديق الإغاثة بالاتحاد الأوروبي بواقع 250 ألف يورو، بحد أدنى 6000 يورو تخصص لكل متضرر من هذه الكارثة الطبيعية، وقامت عدد من الدول الأجنبية بعرض وإرسال مُساعدات إلى إسبانيا.

صورة أرشيفية،وكالة انباء

كانت هيئة الأرصاد الجوية الإسبانية AEMET قد بدأت في الحديث عن اقتراب القطرة الباردة أو إعصار DANA من الوصول إلى إسبانيا، وتحديدا في مناطق شرق البلاد، حيث يتواجد كل من إقليم فالنسيا وبعض المدن التابعة لإقليم كاستييا لامانشا، والتي كان مُتوقعا أن تشهد هطول غزير للأمطار، ثم في الحديث عن هطول أمطار بشكل غزير، ستسمر لأيام قادمة، في جميع المدن الإسبانية الواقعة في شرق إسبانيا وتًطل على ساحل البحر المتوسط. وأكدت هيئة الأرصاد الجوية الإسبانية بأن القطرة الباردة بدأت تقترب بشكل كبير من مناطق شرق إسبانيا، وأن هناك توقعات بسقوط غزير وكثيف للأمطار في تلك المناطق، خاصة خلال يومي الثلاثاء الموافق 28 أكتوبر 2024م والخميس 29 أكتوبر 2024م. ثم بدأت هذه الهيئة في وقت لاحق للحديث عن إمكانية وصول “رياح رطبة تتسبب في سقوط أمطار عاصفية وغزيرة بطول الساحل الشرقي لإسبانيا المُطل على البحر المتوسط.

صورة أرشيفية،وكالة انباء

أصدرت هيئة الأرصاد الجوية الإسبانية بتاريخ 27 أكتوبر 2024م “تحذير خاص”، وطالبت المواطنين بـ “توخي الحذر” أمام اقتراب إعصار DANA ليصاحبه أمطار غزيرة على مناطق متفرقة بشبه الجزيرة الإيبرية وإقليم البليار، تستمر على الأقل حتى يوم الخميس الموافق 31 أكتوبر 2024م، ويشتد هذا الإعصار والأمطار الغزيرة في المناطق المتاخمة للبحر المتوسط. وبدأت هيئة الأرصاد الجوية الإسبانية في الحديث عن تجاوز منسوب المياه في بعض البلديات التابعة لإقليم فالنسيا في شرق إسبانيا لـ 100 لتر لكل مترمربع في 12 ساعة.

صورة أرشيفية،وكالة انباء

قامت بعد ذلك هيئة الأرصاد الجوية الإسبانية برفع مستوى الحذر من اقتراب إعصار DANA من المستوى المتوسط اللون البرتقالي إلى المستوى المرتفع اللون الأحمر، في معظم المناطق الجنوبية التابعة لإقليم فالنسيا الإسباني، قبل أن تعلن عن رفع هذا المستوى في كل المحافظات التابعة لهذا الإقليم، ثم تعلن في وقت لاحق الحكومة المحلية لإقليم فالنسيا عن رفع مستوى الحذر من الدرجة 2 في ثلاث بلديات وهي Utiel وRequena وLa Plana ثم في البلديات Ribera Alta وRibera Baja، ثم قامت هذه الحكومة بمطالبة وزارتي الداخلية والدفاع الإسباني بتفعيل وحدة الطوارئ للجيش الإسباني UME، لتُعلن في وقت لاحق نفس الحكومة عن رفع مستوى الحذر إلى الدرجة 2 في كافة البلديات التابعة لمحافظة فالنسيا في شرق إسبانيا، وترسل تحذيرات إلى مواطنين هذه المحافظة على هواتفهم المحمولة، من خلال ما يعرف بمركز تنسيق الطوارئ.

صورة أرشيفية،وكالة انباء

أعلنت وزارة الفاع الإسبانية بتاريخ 30 أكتوبر 2024م بأنها ستقوم بإرسال 500 فرد إضافي من وحدة الطوارئ العسكرية التابعة للجيش الإسباني إلى المناطق المتضررة في إقليم فالنسيا، ليصل إجمالي هذه الأفراد إلى 1200 فرد، إلى جانب عدد آخر من القوات البرية للجيش.

صورة أرشيفية،وكالة انباء

بدأت شركات إسبانية كبرى ورجال أعمال إسبان ومؤسسات كنسية ودينية ومؤسسة النادي الإسباني ريال مدريد في الإعلان عن تبرعات بالملايين لصالح الصليب الأحمر الإسباني ومنظمات إنسانية وخيرية أخرى في إسبانيا، للمساعدة على تخفيف التداعيات السلبية والأضرار البشرية والمادية التي لحقت بالبلديات والمدن الإسبانية التابعة لكل من إقليم فالنسيا وكاستييا لامانشا. فيما قررت المدارس والمراكز التعليمية والجامعات في 20 بلدية مختلفة تابعة لإقليم فالنسيا تعليق سير العملية الدراسية في هذه المدارس.

صورة أرشيفية،وكالة انباء

من جانبها، عرضت الحكومة الفرنسية تقديم المُساعدة الفورية لإسبانيا بإرسال 250 من رجال الإطفاء والحماية المدنية الفرنسية إلى المناطق المنكوبة في كل من إقليمي فالنسيا وكاستييا لامانشا. فيما أكد بابا الفاتيكان على تضامنه مع المتضررين مما وصفها بـ “الكارثة” التي نجمت عن الفيضانات، ونقل ملك المغرب خالص تعازيه إلى كل من ملك إسبانيا ورئيس الحكومة الإسبانية، إلى جانب الإعلان عن تقديم الدعم في تخفيف تداعيات الدمار الذي تسببت فيه القطرة الباردة.

صورة أرشيفية،وكالة انباء

أعلن وزير النقل والمواصلات بالحكومة الإسبانية عن تعليق حركة القطارات الفائقة السرعة بين كل من محافظتي مدريد وفالنسيا لمدة 3 أسابيع على الأقل، وذلك بعدما الأضرار الجسيمة التي لحقت بالخطوط والسكك الحديدية بين المحافظتين جراء إعصار DANA المُدمر. فيما قام أعضاء مجلس النواب الإسباني بالوقوف دقيقة حداد على أرواح ضحايا الإعصار والفيضانات، مؤكدين على دعمهم لعمل الحرس المدني والجيش الاسباني في عمليات الانقاذ وانتشال الجثث. وهو نفس ما قام به العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس بنقل تعازيه إلى أسر الضحايا والمتضررين من هذه الكارثة الطبيعية، وعرض على الحكومة الإسبانية استعداد قوات الحرس الملكي الإسباني للمشاركة في تخفيف تداعيات هذه الكارثة.