وزيرة المساواة السابقة بالحكومة الإسبانية تعتبر بأن “الإبادة الجماعية” في قطاع غزة لم تكن لتستمر بدون دعم واضح لإسرائيل من جانب كل من أوروبا والولايات المُتحدة الأمريكية

صورة أرشيفية،وكالة انباء Europa press

 

 الأحد 26 مايو ٢٠٢٤ م ، وكالة أنباء Europa press

أطلقت وزيرة المساواة السابقة بالحكومة الإسبانية ومُرشحة الحزب اليساري الإسباني Podemos للانتخابات الأوروبية ، ايريني مونتيرو، تصريحات قالت فيها: “هل تعتقدون بأن بنيامين نتنياهو مهما كان مجرما أو متوحشا أو قذرا، كان بإمكانه الاستمرار سبعة أشهر في ارتكاب هذه الإبادة الجماعية دون أن يكون مدعوما وبشكل واضح من كل من أوروبا والولايات المُتحدة الأمريكية” . وأضافت المسؤولة الإسبانية” يجب القضاء على هذا النظام الأوروبي المُنافق، المسؤول عن هذه الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، والذي ترك الشعب الصحراوي، ليكون البديل هو إقامة أوروبا تدعم السلام وحقوق الإنسان وتحترم الشرعية الدولية. أوروبا لها سيادة، لا تخضع للمصالح العسكرية للولايات المُتحدة الأمريكية”.

وجهت كذلك الانتقادات إلى المفوضية الأوروبية التي اعتبرت بأنه يهيمن عليها اليمين المُتشدد، وطالبت المسؤولة الإسبانية المذكورة مٌرشحة الحزب الاشتراكي للانتخابات الأوروبية والنائبة الثالثة لرئيس الحكومة الإسبانية ، تيرسا ريبيرا،  بألا تُشارك كمفوضة داخل هذه المفوضية التي ذكرت بأنه سيتواجد فيها رئيسة الحكومة الإيطالية ،جيروجينا ميلوني، حيث اعتبرت بأن هذه المفوضية في ظل تواجد اليمين المُتشدد تواصل دعم الحروب واجراء استقطاعات على الحقوق والحريات في أوروبا.

شارك في مؤتمر الحملة الانتخابية المذكور عدد من قيادات الحزب اليساريPodemos، يأتي في مقدمتهم زعيمة هذا الحزب ووزيرة الحقوق الاجتماعية السابقة بالحكومة الإسبانية ،إيوني بيلارا، إلى جانب نشطاء سياسيين مثل مفوضة جبهة البوليساريو في إسبانيا Jadiyetu El Mohtar، ونشطاء من كل من حركة المقاطعة والعقوبات وسحب الاستثمارات BDS، وحركة شباب فلسطين الجذور.

ورددت المسؤولة الإسبانية أمام الحضور شعار “من النهر إلى البحر، فلسطين ستنتصر”، وذلك ردا على منع إسرائيل تقديم المساعدة القنصلية للفلسطينيين المقيمين في الضفة الغربية داخل القنصلية العامة لإسبانيا في القدس. وأضافت بأن الاتحاد الأوروبي أهمل الشعب الفلسطيني والصحراويين من أجل التحالف مع المغرب وإسرائيل، وفشل في تحقيق أهدافه بإرسال المزيد من الأسلحة إلى الحرب في أوكرانيا، على الرغم من أن هذا الاتحاد ودوله قد أكدوا في وقت سابق بأنهم “سينتصرون على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حالة إرسال أسلحة إلى القوات المُسلحة الأوكرانية وإطالة أمد الحرب”، لتصف الوزيرة الإسبانية السابقة كل ذلك “بأنه كان كذبا، فأوروبا فشلت في وقف الحرب، ونجحت فقط في الخضوع لإملاءات الولايات المُتحدة الأمريكية، لتخرج كل من واشنطن والرئيس الروسي كأكبر المستفيدين من استمرار هذه الحرب”.

تستمر قوى التيار السياسي اليساري في إسبانيا، لاسيما تلك الأحزاب المنتمية لأقصى اليسار مثل حركة Sumar أو Podemos، في استخدام كل من القضية الفلسطينية والحرب في أوكرانيا وقضية الصحراء الغربية، للتأكيد أثناء الحملات الانتخابية الحالية – استعدادا لعقد الانتخابات الأوروبية (9 يونيو 2024م)- على فشل سياسات الاتحاد الأوروبي ومؤسساته الرئيسية المُختلفة في إدارة هذه الملفات في ظل هيمنة التيار اليميني على هذه المؤسسات الأوروبية، وتزايد تبعية الاتحاد الأوروبي لأهداف وتوجهات الولايات المُتحدة الأمريكية في كل من الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية وأوكرانيا، مما كان له تأثير سلبي على موقف الاتحاد الأوروبي في التعامل مع هذه الملفات التي تمس مصالح وأمن الدول الأعضاء فيه، وهي القضايا التي يُتوقع أن تطرحها هذه الأحزاب اليسارية طوال فترة الحملة الانتخابية المذكورة من أجل توجيه الرأي العام في إسبانيا وأوروبا لدعم التيار اليساري وأحزابه، على اعتبار أن هذا التيار يلتزم في المقابل بدعم الحريات والحقوق والسلام وإنهاء الصراعات والحروب بالطرق السياسية والسلمية.