رئيس الوزراء الإسباني ينتقد عدم وجود موقف للحزب الشعبي اليميني المُعارض تجاه الاعتراف بالدولة الفلسطينية

صورة أرشيفية، وكالات أنباء

الأربعاء ٢٢ مايو ٢٠٢٤ م ، وكالات أنباء

انتقد رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيث، عدم وجود موقف واضح للحزب الشعبي PP اليميني المُعارض تجاه الاعتراف بالدولة الفلسطينية، حيث وجه المسؤول الإسباني حديثه أمام البرلمان إلى رئيس الحزب المعارض المذكور، ألبرتو نونيث فيخو، قائلا: “هل أنتم مع الاعتراف بدولة فلسطين أما لا؟”، مطالبا بأن يكون الرد بنعم أم لا، ومعتبرا بأن موقف زعيم المعارضة السياسية في إسبانيا غير واضح، حتى أنه لم يقل صراحة موقفه مثلما فعلت قيادات في حزبه السياسي مثل الرئيس الأسبق للحكومة الإسبانية، خوسيه ماريا أثنار، أو رئيسة الحكومة المحلية لإقليم مدريد، إيسابيل دياث أيوسو.

وجه رئيس الوزراء الإسباني سؤالا لزعيم الحزب الشعبي المعارض قائلا: “ما رأيك بشأن جرائم نتنياهو في فلسطين، وماذا كنت ستفعل من أجل دعم السلام وحل الدولتين؟ قل لنا رأيك، لأنه لا يمكن أن يكون موقفك مبني على عدم وجود موقف”. وأضاف قائلا: “ما لا يجب أن تفعله هو الخلط ما بين الاعتدال والسكون، أو الوقوف على مسافة واحدة بين الضحايا والمعتدين، أو الامتناع عن أن يكون لك وجهة نظر في تلك المجازر التي تُرتكب في غزة”.

صورة أرشيفية، وكالات أنباء

شدد رئيس الوزراء الإسباني على أن الحكومة تتخذ قرارها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية “مستندة إلى تأييد ودعم الغالبية العظمى من الشعب الإسباني، وهي الأغلبية غير المُلزمة بالتصويت لصالح الحزب الاشتراكي PSOE أو حركة Sumar، ويحق لها أن تصوت في حالة عقد انتخابات لصالح أحزاب سياسية منتمية لأيدولوجيات أخرى”. وأضاف بأن “هذا القرار هو بمثابة تنفيذ لتوجيه مجلس النواب الإسباني منذ عشرة أعوام، في إشارة إلى ذلك المُقترح الذي دعمته الأغلبية البرلمانية – بما فيها نواب الحزبين الاشتراكي والشعبي- ويناشد حكومة إسبانيا بالاعتراف بدولة فلسطين.

جاء رد رئيس الحزب الشعبي على رئيس الوزراء الإسباني مؤكدا بأن ما ستقوم به الحكومة من الاعتراف بدولة فلسطين ربما يلحق الضرر بالشعب الفلسطيني، وتساءل عن حدود هذه الدولة الفلسطينية، ومع أي نظام سياسي ستتعامل حكومة إسبانيا في فلسطين، ومن سيكون المتحدث مع هذه الحكومة الاسبانية من الجانب الفلسطيني قائلا: “هل سيكون المُتحدث هي حركة حماس؟”. وأضاف قائلا: “لقد خرجت حركة حماس مسرعة للاحتفاء بإعلان إسبانيا بأنها ستعترف بالدولة الفلسطينية، تلك الجماعة الإرهابية التي شوهت أطفال واغتصبت بنات وعذبت الشباب، وقتلت المئات من الأشخاص بينهم اثنين من الإسبان”.

أكد رئيس الوزراء الإسباني بأن هذا الاعتراف لن يكون مجرد اعتراف رمزي، لاسيما وأنه لن يكون نهاية الطريق وإنما بداية لتحركات أخرى سيتم تفعيلها بالتنسيق مع دول أوروبية أخرى خلال الأسابيع القادمة. وأضاف قائلا: “هذه ليست نهاية الرحلة، وإنما بداية لنهاية طريق طويل يقود إلى السلام بدأت إسبانيا تسلكه”، وذكر قائلا: “عاجلا أم آجلا، وعندما ننظر للوراء سيمكننا القول بأن في وسط هذه البربرية كانت إسبانيا على مستوى تاريخها وعلى مستوى القانون الدولي الذي أسهم الكثير من الحكماء في بلادنا في وضعه، وعلى مستوى الحق”.